الارتقاء بمستوى نواتج التعلم «2 من 3»
يتطلب تفشي التضخم وارتفاع أعباء الديون وتغير المناخ استجابات فورية ومحكمة وحلول سريعة، ما يفرض ضغوطا ثقيلة على الدول التي لديها حيز محدود في ماليتها العامة بالفعل.
وقد كان لذلك تداعياته على الإنفاق على التعليم، الذي ينخفض كثيرا عن مستوياته في 2019 في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منطقة متباينة، يخصص فيها بعض الدول تمويلا كبيرا للتعليم، مستفيدة من الموارد غير المتوقعة.
لكن البعض الآخر، بسبب عدد من العوامل بما في ذلك الاضطرابات وعدم الاستقرار، تخلف كثيرا، ما أدى إلى أن يبلغ المتوسط الإقليمي للإنفاق على التعليم 3.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يقل عن المتوسط العالمي البالغ 4.5 في المائة.
وفي خضم إدارة الأزمات العاجلة، يجب على الحكومات مواصلة التركيز على الأهداف الإنمائية طويلة الأجل التي تبني القدرة على الصمود وتعزز الرخاء. ويعد القيام باستثمارات قوية وذكية وتخصيص مزيد من الموارد بطريقة فاعلة في مجال التعليم إحدى أفضل الطرق للوفاء بالوعد الخاص بتحقيق مستقبل أفضل.
إن الارتقاء بمستوى نواتج التعلم يتطلب اعتماد سياسات واستثمارات متعددة الأوجه، ومنها: فتح المدارس بصفة دائمة سواء شخصيا أو افتراضيا، حسب الحاجة أو الإمكان، وزيادة ساعات التدريس، ومواءمة التعليم مع مستويات تعلم الطلاب، والتركيز على مهارات القراءة والكتابة والحساب ومهارات التعلم الأساسية، وضمان أن يكون كل معلم على استعداد جيد، وأن يكون لديه الحافز، وأن يكون مواظبا على الحضور، وأن يتقاضى أجره في المواعيد المحددة وتعزيز دوره وتقدير مركزه الاجتماعي من خلال حملات التوعية العامة.
يمكن القيام بذلك، حتى في الدول التي عصفت بها الصراعات مثل لبنان وسورية واليمن.
في حين أننا لا نحاول التطرق إلى القضية الشائكة المتمثلة في الاختلافات اللغوية في جميع أنحاء المنطقة، فإننا بحاجة إلى الاعتراف بأن اللغة العربية الفصحى المعاصرة هي الأداة الرئيسة للمعرفة، إضافة إلى الحاجة الملحة للتدريب على اللغات الأخرى على طول الطريق لتحقيق الكفاءة.
وتعمل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على اتخاذ إجراءات تحقق نتائج واعدة، نذكر منها: أنه في المغرب مثلا، وضعت استعادة خسائر التعلم في صميم إصلاحات التعليم.
وجربت الحكومة برنامجا لاستعادة التعلم مقتبسا من نهج "التدريس على المستوى المناسب"، وكشفت التقييمات عن تحسن كبير في مستوى الطلاب المشاركين في المواد الأساسية الثلاث، اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الفرنسية... يتبع.