default Author

الصراع العالمي لفرض الهيمنة التكنولوجية «3 من 3»

|

ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها العمل على تنسيق استثماراتهم في التكنولوجيات التي ستقود الموجة التالية من التنمية الاقتصادية. في اعتقادي، أن تكنولوجيا التصنيع الحيوي وغير ذلك من تكنولوجيات التصنيع المتقدمة تشكل مجالات مثيرة، حيث يتمكن المحركون الأوائل الأكثر قدرة على المنافسة من تحقيق قفزة إلى الأمام. على نحو مماثل، قد تمثل الاختراقات التي يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكينها في مجال طاقة الاندماج مسارات جديدة بالكامل للتكنولوجيا النظيفة، مع تداعيات استراتيجية ضخمة.
أخيرا، يجب أن تحافظ الحكومات على تفاؤلها بقدرة التكنولوجيات الجديدة على توفير فرص ومزايا غير متوقعة. أخشى أننا إذا غفلنا عن وعد الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، وغير ذلك من التكنولوجيات الناشئة ـ أو إذا ركزنا على التحديات وأفرطنا في تجنب المجازفة ـ فإننا بهذا نتخلى عن القيادة التنافسية وندفع بأنفسنا إلى طريق استراتيجي مسدود. لا أحد يستطيع أن ينكر أن منصات التكنولوجيا القوية تثير تحديات أخلاقية واقتصادية وسياسية عميقة، وأن مواجهة هذه التحديات تستلزم استجابات جهازية شاملة وليست استجابات ارتجالية، وفقا لما تمليه الظروف. لكن يتعين علينا أن نثق بقدرة الوسائل الديمقراطية على تمكيننا من إيجاد التوازن بين الإبداع والتنظيم، وغير ذلك من المصالح الوطنية في القطاعات الجديدة المعطلة للأساليب القديمة.
الواقع أن منظمات المجتمع المدني والحكومات والشركات في مختلف أنحاء العالـم الحرة قادرة تماما على إيجاد نهج متوازن لإدارة هذه التكنولوجيات. على النقيض من هذا، لا تتمتع الدول الاستبدادية بقدرة مكافئة في مجال الحوكمة، ولا تفرض أي ضوابط على الكيفية التي تستغل بها الدولة منصات التكنولوجيا على نحو ينتهك حقوق الإنسان، سواء كان ذلك لتوسيع نفوذها الجيوسياسي، أو تقويض خصومها. لن يحل الفوز بمسابقة المنصات المناقشات المعقدة داخل المجتمعات الديمقراطية حول كيفية إدارة التكنولوجيا، لكنه شرط أساس مسبق لمجرد إجراء أي مناقشة في المقام الأول.
وبشأن أجندة تكنولوجية، فإنه ستتطلب الأجندة التي ألمحت إليها هنا قيادة وطنية وتنظيما منهجيا. لقد واجهت الولايات المتحدة وديمقراطيات أخرى مثل هذه التحديات من قبل، كما حدث أثناء السباق إلى الفضاء في منتصف القرن الـ20، الذي لا يزال مستمرا إلى يومنا هذا.
لكننا لا نستطيع إعادة إصدار دليل الحرب الباردة لهذا العصر الجديد. يجب أن نتكيف مع صعود لاعبين جدد في مجال الإبداع التكنولوجي والتمويل ـ من التمويل الحاشد إلى رأس المال الاستثماري. يتعين علينا أن نتقبل حقيقة مفادها أن سلاسل التوريد في مجال التكنولوجيا ستظل متقاطعة عبر العالم، وكذا ستكون حال شبكات الجامعات، والباحثين، والشركات التي تبني المستقبل، وإن كان ذلك بأنماط متغيرة، بينما نتكيف مع حقائق المنافسة الاستراتيجية الجديدة.
الواقع أن هذه التحولات يمكن تنظيمها وتسخيرها لضمان احتفاظ الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات بقيادتها التكنولوجية. لكن الحكومات الديمقراطية يجب أن تستفيد من دروس 2022 إذا كان للعالم أن يختار أي المنصات يجب أن يستخدمها لبناء المستقبل.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2023.

إنشرها