موسم زراعة الشغف
هل سألتم يوما ما كيف أن موظفا كان شعلة من الحماس والطاقة الإيجابية والإنتاجية، وفجأة تحول إلى موظف خامل وكئيب ومصدر إحباط للآخرين؟ وهل شاهدتم عكس ذلك في التحول من السلبية إلى الإيجابية؟ كل هذه التحولات يقودها شيء واحد هو الشغف.
لا شك أن الشغف ينبع من بيئة العمل التي تسهم في إيجاد أجواء من التحفيز والتشجيع. لذلك يعتمد القادة على ضمان وجود هذه الأجواء مهما كانت الظروف المحيطة بعدم فقدان الشغف، لأن أي موجة سامة مليئة بالسلبية قد تعصف بروح العاملين ما يتسبب في نكسة تحتاج إلى وقت طويل للتعافي. وأحيانا تصاب المنظومة بشلل للعودة إلى ما كانت عليه وهذه معضلة مرهقة.
هناك أسباب عديدة لفقدان الشغف وعلى رأسها الروتين الوظيفي القاتل والممل الذي يسبب ذبول الشغف. وتسهم ضغوط العمل والوقت الطويل مع الفشل المتكرر في أن يبقى الشخص دون روح وطاقة. أيضا تلعب المنافسة السلبية بين الأشخاص لأن تكون النهاية فائزا أو خاسرا، وهذا المبدأ في بعض الأحيان يقود لأن يبتعد العاملون عن هذه الأجواء الملغومة. ومن العوامل الجوهرية التي قد تؤثر بشكل مباشر هو قلة المردود المالي والحوافز التشجيعية التي تؤهل لضمان استمرارية الموظفين.
إن بناء وتوفير علاقة طيبة مع العمل بأن نعمل ما نحب هو مصدر للإبداع والطاقة واستغلال الوقت. وهذا مبدأ يتفق عليه أغلب علماء الإدارة كخطوة أولى في تأسيس الشغف. وبالتأكيد التقرب والوجود بين الإيجابيين خطوة ملهمة، وأيضا تقبل النقد بسعة صدر كخطوة تحسين لا تصيد أخطاء. بالمختصر، القائد الذكي هو من يتولى زراعة ورعاية وسقاية الشغف في بيئة العمل حتى تثمر المنظومة وتنتج بجودة وكفاءة.