Author

الرمز السعودي

|

نسأل الله التوفيق والفوز لمنتخبا الوطني في مباراته اليوم أمام بولندا. ونسأله أن يبارك لنا في جهودنا، ويديم أفراحنا، ويحقق تفوقنا في المجال الرياضي كما أنعم علينا وتفضل بتفوقنا الاقتصادي والسياسي وتميزنا الاجتماعي والثقافي. إنه قريب سميع مجيب الدعاء.
الثلاثاء الماضي كان يوما استثنائيا للرياضة السعودية خصوصا، وللسعودية والسعوديين ومن يحبهم عموما. جال الفرح في الأرواح، وتوقف كثير من العقول حول العالم ليتأمل الحالة السعودية، ليعيد النظر في تصنيفاته، وانطباعاته المسبقة، ويعرف أن العالم يتغير، وأن الدول تعيد تموضعها، وأن السعودية التي تسابق الزمن لا بد أن تتأثر جميع قطاعاتها بما يحدث فيها. كان أداء لاعبينا وكأنه رسالة شكر لملهمهم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي كان خطابه التحفيزي ملهما وملامسا لطبيعة الرياضة واللعب، فهو قد طلب منهم أن يلعبوا ويستمتعوا، ففعلوا وأضافوا أنهم لعبوا واستمتعوا وأمتعوا مواطنيهم وكل منصف على وجه الأرض.
الرياضة بجميع أنواعها جزء من القوة الناعمة، تنضم في ذلك إلى الإعلام، والثقافة، والفنون بجميع أنواعها، والتراث والجذب السياحي وقائمة طويلة يعرفها معظم الناس، وأجزم أن الأيام الماضية من الثلاثاء إلى اليوم كان مليارات من الناس حول العالم يبحثون عن السعودية في محركات البحث ليتعرفوا أكثر على من هز عرش أحد أقطاب كرة القدم في العالم.
سيتعرف مزيد من الناس علينا، وعلى ديننا، ووطننا، وقيادتنا، وأسلوب حياتنا، وسيتساءلون عن سجودنا شكرا في منازلنا، وسجود لاعبينا على أرض الملعب وما تمثله رمزية السجود في ثقافتنا، وسيعرفون أننا جميعا نرى موضع السجود هو المكان الأكثر رحابة في الدنيا.
تتغير الخرائط والمواقع في ساحات التنافس الاقتصادي والاستثماري والرياضي والثقافي تبعا لجهد ومثابرة ورؤية كل دولة وشعبها، ولا أحسب الرياضة إلا جزءا من ذلك.
سنحقق أكثر من مجرد المشاركة في هذه الدورة بإذن الله، وسيتلقى بعض لاعبينا عروضا من أندية عالمية، قد يقبلونها، وقد يعتذرون عنها، لأن بعضهم بالفعل يلعب في أندية عالمية، ويمثل منتخبا لا بد أن يتغير تصنيفه بعد هذه البطولة.
هناك إجماع بين الناس أن الرمز السعودي للشباب في كل المجالات الأمير محمد بن سلمان بات رمزا يتمناه كثير من الشعوب لنفسها، وهو اليوم رمز عالمي يمثل ماذا تفعل الإرادة والقيادة الناجحة وبماذا تؤثر في وطنها والعالم.
ليس فقط بسبب السعودية، لكن لأسباب ومعطيات كثيرة ستغير هذه الدورة من خريطة الرموز الرياضية والسياسية والأخلاقية على مستوى العالم.

إنشرها