اللاهثون خلف الكرسي
في بيئة العمل، الأغلب إن لم يكن الكل يبحثون عن المناصب التي تتناسب مع المؤهلات والمهارات وهذا حق مشروع لكل شخص طموح وشغوف بتحقق الامنيات. هذه المناصب محدودة بعدد معين وفق الهياكل الإدارية، لكن القمة تتسع للجميع فلا يعني تولي شخص منصبا أن البقية غير جديرين بذلك.
يكمن حجر الزاوية في معرفة أن اختيار القيادات في المناصب القيادية يؤخذ فيه عدة جوانب كثيرة ومرتبطة مع بعضها البعض. فالدرجة العلمية والخبرات والعمر ليست كافية. فمثلا لو كان هناك شخص يعمل وكيل وزارة قبل عشرة أعوام وطلب منه حاليا أن يعمل في المكان نفسه لغادر في اليوم نفسه، لأن الأدوات تغيرت والبيئة تجددت والأساليب تطورت والمعطيات تبدلت.
الذي لم يستوعبه البعض خصوصا في مرحلة التحول في بلادنا، أن أساليب البحث عن المنصب واللهث خلف اللقب أصبحت قديمة ومكشوفة لصناع القرار، لدرجة أنهم يعرفون الباحثين عن العمل والراكضين حول الكرسي! ليس صناع القرار وحدهم، بل القارئ العادي يستطيع أن يكتشفهم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي.
لقد تجاوز الزمن هذه الفئة التي ما زالت تتعلق بقشور الماضي. لذلك نشاهدهم يتميزون بالتشكي والتذمر وتمرير الرسائل السلبية في بيئة العمل وغيرها. هم لا يختلفون عن مبدأ قديم يمارسه الأطفال "خلوني ألعب معكم وإلا أخرب عليكم"! هم يمارسون التخريب، لأنهم ليسوا أكفاء لتلك المناصب.
القيادة تعتمد على القيم والأخلاق والفروسية والنبل. كم من شخص لم يحظ بمنصب، لكنه اعتلى القمة بالسمو وتقبل ودعم الآخرين، وهذه الفئة سيصلها النصيب، لأن المناصب تبحث عنهم.
باختصار، فتشوا عن القادة الحقيقيين وستعرفون أنهم يعملون من أجل منظماتهم لتحقيق شغفهم بوضع بصماتهم لا عن اللقب الذي يسبق أسماءهم!!