الرضا الوظيفي

يرى خبراء علم النفس الإداري أن الرضا الوظيفي هو العنصر الأساس في ديمومة قطاع الأعمال وزيادة الإنتاجية. ويعرف بأنه الشعور الإيجابي الذي يشعر به الموظف عموما تجاه عمله، فشعور الموظف بالسعادة والاستقرار في عمله يؤدي إلى تحسين الأداء في المؤسسة أو الشركة، ما يزيد من الإنتاج وهو ما يسعى إليه في نهاية الأمر.
من هنا تبحث قيادات قطاع الأعمال عن أفضل الطرق التي تساعد وتسهم في تحقيق الرضا للموظفين، ويأتي في سلم أولوياتها أن تكون العلاقة جيدة والثقة متبادلة بين الموظفين من جهة، وبين المديرين من جهة أخرى، خاصة المديرين المباشرين، وهذه لا تأتي إلا بحرص المديرين على تحقيق طموحات الموظفين وتفقد أحوالهم وغض الطرف عن الأخطاء البسيطة التي قد تظهر منهم، وتوجيههم بأسلوب هادئ ملؤه الرفق واللين والمحبة. ومما يحقق الرضا الوظيفي توافر ظروف عمل مناسبة سواء من حيث تحديد واضح لساعات العمل مع تخصيص فترة أو فترات للراحة، وألا يكون هناك خلل في توزيع المهام، وإنما يوضح لكل موظف طبيعة عمله والمهام المكلف بها وما يتوقع منه.
وبالطبع فإن لبيئة العمل المريحة وكل ما يدخل في الخدمات التقنية واللوجستية دورا مهما أيضا. إن شعور الموظف بالأمان الوظيفي يعد أمرا في غاية الأهمية بحيث يؤدي عمله وهو مطمئن دون ضغوط تشعره بعدم الاستقرار، إذ إنه من الملاحظ أن الموظفين الراضين عن أعمالهم الذين يحسون بالأمان، وتتوافر لهم أسباب الاستقرار، تجدهم أكثر الموظفين التزاما وإنتاجية.
ومما يحقق الرضا الوظيفي تعزيز الثقة بين الموظفين وإدارة الشركة أو المؤسسة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستنارة برأيهم في بعض القرارات وفتح المجال أمامهم للنقاش وإبداء الرأي بكل أريحية، وتوفير الأجواء الملائمة ووضع برامج ترفيهية ولقاءات غير رسمية خارج نطاق العمل، تزيد ترابط الموظفين فيما بينهم أنفسهم وبين مديريهم، وتشجيع المتميزين منهم بتقديم جوائز مادية أو عينية، ويتم ذلك في حفل اجتماعي يحضره الجميع. يؤكد علماء النفس الإداري أن لرضا الأفراد أهمية كبيرة، إذ يعد أفضل مقياس لمدى فاعلية الأداء فبينهما علاقة طردية، فكلما ارتفع الرضا زاد معدل الأداء والعكس صحيح. ومن هنا تدرك المنظمات وجهات العمل أن الموظفين السعداء الراضين وظيفيا، هم من سيساعدون المنظمة على بناء مستقبل أكثر نشاطا وإنتاجية وربحا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي