Author

المفسدون في الشارع

|

يوما بعد يوم يزداد حنق الناس على من يمارسون سلوكيات خاطئة في الشارع، من يمارسون مخالفات واضحة لأنظمة المرور، وآداب الطريق، من يشوهون الصورة العامة، ويوجدون انطباعات التخلف أو القذارة.
من يتعدى على حق المنتظمين في مسارهم، من يرمي مخلفاته من نافذة السيارة أو المنزل، من يبصق أو يطفئ عقب سيجارته، من يرتدي لباسا مخالفا للذوق العام، والقائمة تطول.
يدرك الشارع السعودي يوما بعد يوم أن هؤلاء ليسوا فقط حمقى أو متخلفين ويجب تجاهلهم، إنهم معتدون على حق الآخرين في الطريق، وحق الملتزمين والملتزمات بالنظام، وحق الجميع في النظافة، وجودة الحياة، وعكس حقيقة المجتمع المتعلم.
عقليات ونفسيات من يفعلون هذه الممارسات مليئة بالتعقيدات حيث يصعب أحيانا فهم تصرفاتهم بسهولة، فأول سؤال يتبادر لذهني وأذهان كثيرين عند رؤية واحد منهم: هل يعي حقيقة كيف ننظر إليه؟ إلى أي حد نشمئز منه؟ وأننا نعده مقوضا للجهدين الحكومي والشعبي في تحسين مظهرنا الحضاري الذي يفترض أنه يعكس جوهرنا.
ما الذي يدفع الإنسان إلى نمط معين من الأفعال؟ نمط يعرف بشكل أو بآخر أنه غير سليم وسوي؟ هل هناك تفسير علمي يمكن أن نلجأ إليه؟ أم أن الأمر يحتاج إلى تأويل غير علمي مثل التأويلات الذاتية أو سياقات أدت بهؤلاء الذين يفسدون في الشارع ويتعدون على كثير من الحقوق إلى هذه السلوكيات.
لدينا اليوم كمجتمع دوافع تتزايد وتكبر لتقف وراء التغير الاجتماعي بجميع عناصره النظرية والعملية، المتخيلة والواقعية، وبمقدور هذه الدوافع أن تسهم في كبح جماح إفساد الذائقة العامة أو تعكير طمأنينة وثقة قائدي المركبات مثلا، هذا ما يجب أن يعيه أكثر رجل المرور، ومراقب البلدية، وأي مراقب نظامي من أي نوع، إضافة إلى المراقب غير الرسمي، الرأي العام الذي يجب أن يتفق على تنبيه هؤلاء باستمرار، والأهم عدم السماح لهم بالتعدي على حقوق الناس المرورية أو البيئية أو أي حقوق أخرى.
عند دراسة أي سلوك يتم عادة بحث الدافع والغاية والنتيجة، وفي معظم الأمثلة أعلاه يصعب فهم أو تحديد الدافع، ويمكن بصعوبة أقل معرفة الغاية، لكن الأسهل من بينها هو معرفة النتيجة، الإضرار بالآخرين، والإضرار بالشارع السعودي، أو أي شارع آخر يمارس فيه مثل ذلك في أي مكان.
أول ما يجب هو ألا نصمت، وألا نتحاشى النظر إليهم بعتاب غاضب، وأن نساعد الأجهزة المختصة على رصدهم وردعهم، وما يلي ذلك كثير وطريقه طويل.

إنشرها