مؤهلات بلا أجنحة
لا تزال التحولات والتغيرات في منظومات الأعمال، بحثا عن الجديد في رحلة التميز، هاجسا مقلقا للعاملين في القطاعات الحكومية والخاصة، كون الاستغناء عنهم أو ركنهم في ظل توافر البدائل المختلفة أمرا واردا. يزول هذا القلق لدى من يمتلكون المهارات والجدارات والخبرات التي تمكنهم بكل ثقة من بقائهم، أو رحيلهم إلى أماكن أفضل.
في كل مرة أسمع أو أقرأ تذمرا من توظيف قيادات جديدة في أماكن مختلفة على مستوى الإدارات العليا أو الوسطى، أفتش عن المهارات. فالشهادات أو المؤهلات حاليا - وحدها - لا تكفي لأن يكون الشخص في منصب أو موقع إداري عال. هذه الفئة - أقصد من يمتلكون المهارات والمؤهلات سويا - لديهم ثقة عالية مهما طالت أو قصرت موجات التغيير، لأنهم في منجم الذهب.
للممثل الهوليوودي الشهير دينزل واشنطن عبارة تنسب إليه في غاية الإبداع، فهو يقول "لا يخشى الطائر انكسار الغصن الذي يقف عليه، لأن ثقته ليست بالغصن بل بجناحيه". الحكمة عميقة جدا ويمكن توظيفها في أكثر من مجال. لكنها تنطبق تماما على العاملين الذين يخشون من تغييرهم أو استبدالهم أو حتى تهميشهم، في بيئة العمل الديناميكية. هؤلاء باقون وسائرون في مصعد التألق ولا خوف عليهم. وإذا ضايقهم المسؤولون رحلوا بسلام إلى مكان أفضل وأجمل. وهذا أيضا مكسب آخر!
الذين بقوا متحجرين محنطين ومتمسكين بمؤهلاتهم، منتظرين خطبتهم لأماكن قيادية، هم من فئة الحالمين الواهمين المتذمرين. ومن لم يستوعب الحالة القائمة سيتعب كثيرا. لقد اختلف الوضع، فالذين يحملون الدكتوراه قبل 20 عاما كانوا يحتارون من كثرة العروض الوظيفية. بالمختصر نحن في زمن المهارات والكفاءات، وهما الجناحان اللذان يمنحان الثقة والبقاء.