الألعاب المهمة
دورة الألعاب السعودية 2022 التي انطلقت الخميس هي في رأيي من أهم خطوات إعادة ترتيب الفكر الرياضي والإعلام الرياضي ومن قبل ذلك الاقتصاد الرياضي، فهي أكبر حدث رياضي وطني في تاريخ المملكة، وستضع اللبنات الأولى للارتقاء بالقطاع الرياضي بكل مكوناته، وتعزيزه بالطاقات والمواهب من الجنسين الذين سيجد كثير منهم الفرصة لتمثيل نفسه، ورسم خريطة أحلامه نحو النسخ المقبلة من الدورة، ونحو الدورات القارية والعالمية.
كلما زادت ممارسة المجتمع الرياضة تحسنت الصحة العامة، وزادت جودة الحياة، وزادت احتمالات الخروج من عباءة كرة القدم التي ستزيد بدورها من تخصصية ومهنية الإعلام الرياضي، وتنظيم حدث بهذا الحجم له عوائد اقتصادية على قطاعات كثيرة.
مع الوقت سيجد بعض الرياضيين رعاة يتبنونهم، وهذا فيه استثمار للطرفين، وفيه إشعال للمنافسة في رياضات كان ممارسوها شبه غائبين عن الساحة لقلة الموارد، أو لأن اتحاداتها ولجانها المتخصصة لا تزال وليدة وتحتاج إلى كثير من العمل والمال.
الرياضة جزء أصيل من التنمية، وهذه الألعاب السعودية ثمرة جديدة لرؤية المملكة 2030 سيكون لها تأثير نوعي ومستدام في القطاع الرياضي وفئة الشباب في المملكة، الذين سيكونون على موعد مع اللعب والمتعة والحماس، وعلى مواعيد مع فخر الفائزين، وتحفيز البقية، ورسم ملامح وجهاتهم الرياضية المستقبلية.
45 لعبة رياضية تضمنتها النسخة الأولى من الدورة، و20 موقعا في مختلف أنحاء الرياض، ما يجعل الألعاب السعودية أكبر حدث رياضي يتم تنظيمه في مدينة واحدة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يعني تراكما معرفيا عمليا في الميدان للتنظيم والمنافسة على استضافة مناسبات ومنافسات عالمية على أرض المملكة، وهذه لها فوائد اجتماعية وثقافية واقتصادية لا تحصى.
الرياضة جزء من أسلوب الحياة فهي تعزز القدرات الجسمانية، وتتقاطع مع الإرادة والعقل والتعليم، وتتوازى مع صحة المجتمع النفسية لأن كنهها الأساس هو اللعب، اللعب بالعضلات أو اللعب بالعقل في الرياضات الفكرية، وفيها كلها تتحقق فلسفة اللعب، اللعب الذي يعد جزءا أصيلا من تكويننا البشري سواء كانوا أطفالا يمارسونه، أو كبارا تفز أرواحهم للمشاركة فيها بين الحين والآخر.
الفلاسفة وعلماء الأنثروبولوجيا أعطوا اللعب مكانة مهمة مرتكزين على أن البشر تحركهم نوازع كثيرة، وأحاسيس مختلفة تظهر في أوضح صورها عندما يلعبون، عندما تظهر رغباتهم المتقدة في الشعور بالفوز والكسب، أو على أقل تقدير تحقيق المتعة والمشاركة مع من حولهم.
العبوا وتنافسوا واحصدوا الميداليات وارتقوا بأنفسكم ومجتمعكم وبلادكم.