الرياض .. موسم المواسم
مع انطلاق "موسم الرياض 2022" بشعاره العريض "فوق الخيال"، يكون قد حقق مجموعة من القفزات الترفيهية النوعية، رغم عمره القصير. وهذا لا يتم إلا إذا كان هناك برنامج واسع متماسك إبداعي استثماري يحاكي "الخيال" بالفعل. وهذه النسخة تأتي بعد "موسم الرياض" 2021 الذي حمل عنوانه المتميز "تخيل أكثر". ويبدو واضحا أن مسار هذه الفعالية العالمية الكبرى، يمضي وفق المخططات التي وضعت له، ضمن الإطار العام لـ"رؤية المملكة 2030" بمتابعة وإشراف مباشرين من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود فريقا أظهر القدرة على تحقيق الأهداف بأعلى معايير الجودة، وتنفيذ فعاليات مبهرة للمراقبين المحلي والعالمي على حد سواء. وهذا المسار لا يختص فقط بالإبداعات والابتكارات، التي تظهر وتتجسد خلال أيام الموسم، بل تشمل أيضا الجانب الاقتصادي له. وهذه نقطة محورية، لأنها تمت في النهاية باستراتيجية استكمال البناء الاقتصادي العام، وتنويع مصادر الدخل، ودعم النمو في كل القطاعات، وتوفير الميادين اللازمة للابتكار بما يخدم المسار العام كله.
في اليوم الأول لـ"موسم الرياض" في نسخته الثالثة، حقق علامة دولية أدخلته موسوعة "جينيس" العالمية، فقد تضمن أكبر عرض بالطائرات المسيرة "الدرونز" شهده العالم حتى اليوم. وهذا يعكس في الواقع حرص القائمين على "الموسم" على أن يقدموا ليس ما هو جديد فحسب، بل ما هو مثمر أيضا. فهذه الفعالية السنوية الكبرى، وفرت فرصا اقتصادية واستثمارية كبيرة، ولا سيما في مجال دعم المؤسسات والشركات المحلية التي تمثل بمجموعها محورا من أهم محاور استراتيجية البناء الاقتصادي. فهذه الأخيرة حصلت على التسهيلات التي تكفل لها المشاركة الدائمة في فعالية أصبحت في وقت قصير ضمن قطاع الترفيه الواسع، رافدا من روافد دعم وتنويع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. فكيف لا؟ وهو الأكبر على الإطلاق في المنطقة، ويواصل التوسع عاما بعد الآخر.
والنسخة الثالثة من "موسم الرياض"، عززت كسابقتيها نقطة محورية أخرى، تتعلق بتوفير فرص العمل للسعوديين، في مجال لا يتوقف في توسعه عند حد، وتسهم أيضا في تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في هذا الميدان، ما يرفد مرة أخرى السياق العام لاستراتيجية البناء الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. فالمجالات ضمن "الموسم" واسعة ومتعددة ومبتكرة وإبداعية وجديدة ومتجددة. أي إن هناك دائما ما هو جاهز لتوسيع دائرة التوظيف. ولأن "موسم الرياض" يحقق القفزات النوعية تلو الأخرى، كان من الطبيعي أن يستقطب استثمارات أجنبية متنوعة، وهذه الاستثمارات المتصاعدة في ميدان الترفيه في المملكة، تستند في الواقع إلى قوة الاقتصاد الوطني، وسمعته على الساحة العالمية. فالسعودية أثبتت حتى في وقت الأزمات أنها قادرة على الحفاظ على وضعيتها الائتمانية، على عكس دول متقدمة اهتزت صورتها في هذا المجال.
"موسم الرياض" يستهدف أيضا نقطة مهمة للغاية، تتعلق بجعل عاصمة المملكة وجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفق برنامج "جودة الحياة" ضمن رؤية المملكة 2030. والسعودية قادرة على تحقيق ذلك بالطبع من كل النواحي، بما في ذلك ما تتمتع به من قدرات سياحية طبيعية هائلة. أي إنها تبتكر الفعاليات وتطورها، وتستند في الوقت نفسه إلى أرضية صلبة من الروافد السياحية المختلفة. ووفق هذا المسار، ترتفع عوائد "الموسم" وتتوسع مجالات الاستثمارات، وتزيد القدرة على دعم مباشر للشركات المحلية بكل أحجامها. وأظهر القائمون على تنفيذ رؤية المملكة القدرة على إنجاز مشاريعها بأعلى مستويات من الجودة، وقطاع الترفيه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، بجودة عالية وسرعة لافتة، والأهم بأعلى قدرة على الابتكار والتميز والإبداع.