معرفة الفرق
"ذات اقتصادية" جديدة تبلورت هويتها في المملكة، وتبلورت معها "ذوات" الأفراد مع إيجاد تقاليد مختلفة في الإدارة الحكومية جاءت بها رؤية 2030، ومع خطوة جديدة كل يوم ليكون المجتمع أكثر قدرة على التواؤم مع فكرة الخروج من عباءة الرعوية إلى آفاق الإنتاج بكل ما يعنيه من تحولات اجتماعية وثقافية. "وطن يصنع" عنوان جميل ومؤثر، ليس فقط لجلسة حوارية مهمة وثرية نظمتها وزارة الصناعة والثروة المعدنية إثر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، إنه عنوان مرحلة سعودية جديدة، أو لعلها متجددة لكون الصناعة قد بدأت منذ عقود، ولكون بعض قطاعاتها وصل إلى مراحل متقدمة.
مرحلة سعودية "هادفة للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030"، كما قال ولي العهد عند إعلان الاستراتيجية.
أنتخب مما قاله الأمير محمد بن سلمان جملة، "لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة". أركز على هذه الجملة لأن الممكنات نوعان، تلك الموجودة دائما واستغلت نسبيا لكن ليس إلى الدرجة المرجوة، ثم تلك التي "أيقظها" قائد التحول والرؤية التي من خلالها مكن لتفاؤل الفرد ومن ثم المجتمع، التفوق، ومناكبة الأقوياء، وتجاوزهم في بعض المجالات.
تتحول المملكة إلى أكبر دولة ناجحة في العالم، تعيد "حياكة" النسيج الاجتماعي وصياغة الفكرالاقتصادي، لكن مع منح كل شخص حرية التموضع في هذا النسيج، أو حرية المشاركة في تنفيذ الأفكار الاقتصادية الثورية والجادة.
لدينا تجارب مهمة في الصناعة، هناك اليوم مواقع كثيرة لها سمات المجتمع الصناعي حيث يشكل الإنتاج أبرز السمات العامة للمنطقة والناس، وحيث اتضحت معالم العلاقة الصناعية مع أفراد المجتمع، العلاقة التي تسعى هذه الاستراتيجية إلى تمتينها وتقويتها. للصناعة سماتها التي تضفيها على المجتمع، وأن تزداد هذه السمات في أي مجتمع يعني ازدياد الأيدي الوطنية المدربة من الرجال والنساء، لتشغيل خطوط الإنتاج الصناعي، وتشكل ثقافة عيش مختلفة، ونظرة أخرى إلى معنى الإنتاج الجماعي، وإلى معاني الاكتفاء ومن ثم التصدير وتقليل الاعتماد على الغير في مقابل زيادة اعتماد الآخرين عليك. أعجبتني جملة لابن أخي الشاب سيف تقول، "المهم أن تعرف الفرق الذي يصنع الفرق"، وهذا ما حدث ويحدث في بلادنا. هذا ما فعله وسيفعله السعوديون.