حافلات في مهب النسيان

لم يأت علم الجودة عبثا ولم يكن في يوم من الأيام من أجل التباهي لأن الجهات التي تؤمن بأهمية الجودة وممارساتها في العمل، تعلم جيدا أنها أهم أداة تساعد على التأكد أن ما خطط له يسير على المسار الصحيح لتنفيذه كما هو مطلوب. لذلك أغلب الكوارث تأتي في غياب الجودة.
الحكاية غير المعقولة باختصار، قبل أسبوع توفي طفل سعودي يبلغ من العمر خمسة أعوام، بعد نسيانه في حافلة نقل للطلاب في محافظة القطيف. تخيلوا هذا الطفل ـ رحمة الله عليه ـ رحل إلى بارئه مختنقا بعد أن "نساه" سائق الحافلة. نساه كما ينسى بعضنا الخبز ومقاضي البيت في السيارة! هكذا ببساطة نساه!
كلنا راحلون وهذه مشيئة الله والأقدار مكتوبة ونحن مؤمنون بذلك، لكن الأهم هو الأخذ بالأسباب لأن الأحداث التي تأتي نتيجة التقصير والإهمال من الضروري ألا تمر مرور الكرام. ما حصل دليل لغياب الجودة تماما في عملية متابعة نقل الطلاب والطالبات، وأيضا غموض عن سلوكيات وممارسات سائقي الحافلات، فالمشاهد التي تصلنا في وسائل التواصل الاجتماعي مرعبة من ارتكاب مخالفات مرورية مروعة.
هذه الحادثة الموجعة تطرح تساؤلا عن غياب الكاميرات التي تلقط كل شاردة وواردة داخل الحافلات وخارجها، وتتبع المسارات التي ترسل تنبيهات في حال تجاوز السرعة المحددة. هذه التقنية رخيصة وتستخدم على المستوى الشخصي كثيرا ولها فوائد عظيمة، فكيف غابت عن حافلات المدارس؟
هذه الحكاية مؤلمة جدا وقد تتكرر فبدل أن يعود الطفل ومعه حقيبته إلى البيت عاد ومعه الكفن إلى المقبرة! بالمختصر هذه الحوادث تدق جرس الإنذار وتؤكد أن الجودة في متابعة ورصد حافلات المدارس تم نسيانها وربما دفنت في المقبرة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي