سياحتنا قوتنا الناعمة
لا شك أن القوة الناعمة فرضت نفسها وأصبحت متقاربة إذا لم تكن متساوية مع القوة الصلبة، نظرا إلى ما تمتلك من أساليب لها تأثير كبير في العقول وأيضا كسب العاطفة ومعرفة التوجهات والميول من خلال فن تحويل الموارد إلى قوة ملموسة تعمل على تحقيق الأهداف المرسومة وفق استراتيجيات مصممة بشكل احترافي ومهني.
بين حين وآخر تفاجئنا وزارة السياحة بعدد من المشاريع الرائدة التي تخرج من رحم التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى بما يتوافق مع رؤيتنا، فقد أعلنت الوزارة قبل أيام توسيع الفئات المؤهلة للحصول على تأشيرة السياحة في السعودية لتشمل فئات أكثر ما يحفز ويسهل فكرة السفر إلى السعودية.
فقد رحبت السعودية بالمقيمين في دول الخليج، وكذلك بالحاصلين على تأشيرات الشنغن، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والمقيمين فيها. بهذه الخطوة أصبحت بلادنا مقصدا مريحا خاليا من التعقيد والإجراءات البيروقراطية خصوصا أن التقديم إلكتروني ويمكن الحصول على التأشيرة خلال 48 ساعة.
تؤكد هذه الخطوة أن بلادنا تسير على خطا حثيثة لتكون مقصدا سياحيا ليس على مستوى دول الخليج بل الشرق الأوسط بأكمله. فهذه التسهيلات تتزامن مع الأحداث المقبلة في السعودية الكثيرة والمتعددة ومنها موسم الرياض والرالي وغيرها. وهذه أحد أهداف الرؤية للوصول إلى نحو 100 مليون زائر بحلول 2030.
زيارة السائح للسعودية لها مردود كبير من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لكن عودة هذا السائح لبلاده وهو يحمل في ذاكرته الصورة الإيجابية ونثر هذه الإيجابية في محيطه يعني الشيء الكثير وهذا ما يسعى له قادة بلادنا لأن تكون مملكتنا الغالية نقطة سياحية في منتصف القارات الثلاث. بالمختصر سياحتنا قوتنا الناعمة المقبلة.