ما السلع العامة العالمية؟ «1 من 3»
على المؤسسات العالمية أن تنسق فيما بينها للمحافظة على السلع التي تعود بالنفع علينا جميعا، فجائحة كوفيد - 19، وأزمات اللاجئين، وتغير المناخ، كشفت هذه المشكلات العالمية عن الحاجة إلى السلع العامة التي تتشابه في صفة العالمية. فما هي السلع العامة، وكيف يمكن توريدها عالميا؟
السلع العامة هي تلك التي تتاح للجميع "فهي لا تستبعد أحدا" ويمكن لأي أحد الاستفادة منها مرارا وتكرارا دون أن يقلل ذلك من المنافع التي تعود على غيره، "أي أنها غير تنافسية". ونطاق السلع العامة يمكن أن يكون محليا أو وطنيا أو عالميا. فالألعاب النارية العامة سلعة عامة محلية، لأن بإمكان أي شخص في مرمى البصر أن يستمتع بالعرض. والدفاع الوطني سلعة عامة وطنية، فهو يعود بالنفع على جميع مواطني الدولة. والسلع العامة العالمية هي تلك التي تؤثر منافعها في جميع مواطني العالم. وهي تشمل كثيرا من نواحي حياتنا، بدءا من بيئتنا الطبيعية وتاريخنا وثقافاتنا، والتقدم التكنولوجي، حتى الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية كنظام القياس المتري.
فلا يمكن منع أحد من استخدام نظام القياس المتري، وكلما استخدمه أحد لا ينتقص ذلك من منفعته التي يستفيد منها الآخرون. وطبيعة منافع السلع العامة هي التي تميزها عن السلع الخاصة التي نراها في المتاجر أو محال بيع السلع التي يمكننا سداد رسوم لدخولها، لكن هذا الأمر يعني كذلك أنها غير موجودة في أي متجر عادي ولا يمكن الحصول عليها مقابل رسم بسيط. وإنشاء السلع العامة أصعب بكثير من توريد السلع الخاصة، وتوفير سلع عامة عالمية يفرض تحديا فريدا من نوعه.
والسؤال الملح هنا، ما السبب في نقص المعروض من السلع العامة؟ السبب ببساطة هو عدم وجود حوافز، فلكي يقوم فرد بعرض سلعة عامة بينما يسعى إلى تحقيق ربح، يجب أن تكون المنفعة التي يتوقعها تتجاوز التي يتحملها. وبالنسبة إلى السلع العامة، عادة ما يكون العكس صحيحا لعدة أسباب،
* لا يمكن فرض رسوم على الأفراد مقابل استخدامها، فنتيجة لطبيعة السلع العامة، لا يستطيع موردوها أن يمنعوا الأفراد من استخدامها. ومتى عرضت سلعة عامة يستطيع الجميع استخدامها سواء أسهموا أم لم يسهموا في توفيرها. وتعرف هذه المسألة بأنها "مشكلة الراكب بالمجان".
* وفي حال معظم السلع العامة، فإن المنفعة التي تعود على كل فرد في منفعة صغيرة، وهذا هو الحال في أغلب الأحيان عندما يكون استخدام أحد الأفراد للسلعة يؤثر في الآخرين، وهذه "التداعيات" أو "المؤثرات الخارجية" يمكن أن تجعل المنفعة التي تعود على أي فرد صغيرة للغاية "في حالة التداعيات الموجبة"، أو كبيرة للغاية "في حالة التداعيات السالبة"...يتبع.