تجربة القيادة

على يقين تام أن القارئ منذ أن قرأ العنوان، توجه مباشرة إلى موضوع تجربة قيادة السيارة، الذي تقدمه شركات ومعارض السيارات من أجل تجربة السيارة قبل شراءها.
لكن فكرة المقال تتحدث عن تجربة الممارسة القيادية لفترة من الزمن لمعرفة مدى الملاءمة.
يأتي التكيف في عالم القيادة من أهم وأصعب المهارات التي تحتاج إلى وقت ومعرفة، خصوصا في المراحل الأولى لممارسة العمل الإداري كقائد. فالمنظمات تستطيع قياس مدى نجاحها وكفاءتها من خلال قوة وتأثير القائد، لذلك تسعى دائما إلى أن تتجاوز أي عثرات في اختيار القيادات.
تؤمن الشركات والمنشآت الكبرى التي تعمل بمهنية واحترافية بعمل اختبارات حقيقية مبنية على أسس علمية لاختيار القيادات، ومن يتجاوزها يصبح جاهزا. وهناك مكاتب وجهات مليئة بالخبراء تقوم بعمل مثل تلك الاختبارات لعدة أيام بممارسة حقيقية وسيناريو محبوك. فمثلا، يوضع المختبرون في مكاتب – في العادة في فنادق – ويتم إغراقهم بالإيميلات والاجتماعات ومقابلة عدة أفراد بشخصيات مختلفة وبمشاكل تنتظر الحلول والتوجيه.
إن الخوض في تجربة القيادة تساعد صانع القرار على اختيار الأفضل والأكفأ لتولي زمام الأمور. من خلال تجاوز تجربة القيادة يصبح القرار خاليا من العواطف وأي شبهات تدور حول تمكين القائد، وهذا يضع المنظمات في منطقة محايدة وشفافة.
لا شك أن اختيار القيادات أمر معقد ويحتاج إلى وقت وبحث ويشكل عبئا كبيرا على متخذ القرار، لكن مع العلوم الحديثة في القيادة والإدارة أصبحت الأمور في متناول اليد. بالمختصر، لو قرأ الشخص كل كتب القيادة وأساليبها ونظرياتها ومستوياتها، فلن يتجاوز حيز المسار النظري ولن يصبح قائدا.
هل رأيتم كابتن طائرة قاد الطائرة من مجرد قراءة كتب الطيران! التجربة خير برهان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي