صفقة أشباه الموصلات وقرار الكونجرس «2 من 2»

يتذكر المرء القصة التي رواها جون ف. كينيدي ذات مرة عن المارشال الفرنسي، هوبير ليوتي، عندما طلب من بستاني كان يشتغل لديه أن يزرع شجرة جديدة، "فاعترض قائلا إن الشجرة بطيئة النمو ولن تصل إلى مرحلة النضج لمدة 100 عام"، فرد عليه ليوتي قائلا، "في هذه الحالة، ليس هناك وقت نضيعه، قم بزراعتها بعد الظهر".
إن جميع الميزات الأساسية لـقانون إنشاء حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات وقانون الحد من التضخم لا تحتاج إلى التفكير. وستكون صناعة أشباه الموصلات سليمة بقدر أكبر إذا أبعدت عن الاحتكارات واحتكارات القلة، وستكون أمريكا أكثر أمانا إذا أصبحت موقعا لتصنيع الرقائق المتقدمة. ولكي تظل الولايات المتحدة قادرة على المنافسة في القرن الـ21، يجب أن تظل في طليعة البحث والتطوير.
كذلك، لا يمكن لأحد أن يجادل بجدية ضد فرض ضرائب أكثر تصاعدية قليلا لتعويض جزء صغير من عدم المساواة في الدخل الناجم عن أعوام من السياسات الضريبية التنازلية. وفضلا عن ذلك، فإن تقليص الإيجارات التي حصلت عليها شركات الأدوية من خلال الضغط على مجالس الكونجرس السابقة قد تأخر كثيرا، شأنه في ذلك شأن التصدي لتغير المناخ وتسريع الانتقال الطاقي.
لقد تأخرنا الآن ثلاثة عقود في القيام بما كان يجب أن نفعله عندما ضغط نائب الرئيس، آنذاك، آل جور، على الكونجرس حتى يسن ضريبة الكربون في 1993. فقد عرقل عضو مجلس الشيوخ الوحيد من وست فرجينيا، روبرت بيرد، هذا الجهد وحكم عليه بمصير يشبه ذلك الذي آل إليه قانون إعادة البناء بصورة أفضل.
"لماذا لم تعد أمريكا قادرة على اتخاذ قرارات صائبة أو سياسات جيدة؟" عندما سألني أحد أصدقائي الذين ولدوا في الخارج هذا السؤال قبل بضعة أسابيع، لم أجد إجابة لسؤاله، لكنني الآن لا أحتاج إليها. فإذا سن قانون إنشاء حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات وقانون الحد من التضخم، فسيكون الأمريكيون قادرين على الاحتفاظ ببعض الأمل على الأقل في ممثليهم المنتخبين.
سيكون من الجميل أن تستطيع أن تقول إن الثقافة السياسية المتمثلة في "امتلاك" الطرف الآخر في طريقها إلى الزوال، ومما يؤسف له أن الأمر ليس كذلك. فقد بذلت القيادة الجمهورية في مجلس النواب ما في وسعها لمنع حصول قانون إنشاء حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات على دعم الجمهوريين، وصوت جميع الجمهوريين باستثناء 24 في النهاية ضد مشروع القانون. ويعارض الجمهوريون التشريع المصمم لحماية الأمن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة لمجرد أنهم لا يريدون منح بايدن أي إنجازات تشريعية أخرى. وبالنسبة إلى الحزب الذي حاول يائسا جعل باراك أوباما رئيسا لولاية واحدة، لا تزال الحزبية تتفوق على كل شيء آخر.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2022.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي