بيوفيليا بيئة العمل
تبقى بيئة العمل المحرك الرئيس في تحفيز وتشجيع العاملين من أجل تحقيق أهداف المنظمات. والقادة الأذكياء دائما يركزون عليها، بل ويضعون جل اهتمامهم في صناعة بيئة عمل ذات طاقة إيجابية ملهمة. بمجرد البحث عن المنظمات التي لديها قصص نجاح، سنجد البيوفيليا حاضرة.
المقصود بالبيوفيليا هو ميل الإنسان إلى التركيز على الطبيعة والانتماء إليها بمعنى الحب العاطفي للحياة وكل ما هو حي، كما فسره مكتشف المصطلح عالم النفس الأمريكي إريك فروم في 1973. وقد التصق المصطلح ببيئة العمل لتصبح خصائص الطبيعة في المباني أو المساحات المحيطة مثل الماء والمسطحات الخضراء والنباتات في المكاتب وبعض عناصر الأخشاب والأحجار، وكل ما له علاقة بالطبيعة.
وفقا لمجلة CEO، فإن البيوفيليا تحتل المرتبة الثانية من حيث أهميتها لأجل أن تكون بيئة العمل محفزة إلى زيادة إنتاجية الموظفين وتحسين أدائهم. وأشارت التقارير إلى أن التصميم الحديث لمكان العمل يجب أن يحتوي على خمسة عناصر مهمة لمساحة العمل. جاء الضوء الطبيعي أولا 44 في المائة، يليه النباتات الداخلية 20 في المائة، ثم مساحة العمل المريحة 19 في المائة، وبعدها الإطلالة 17 في المائة، وأخيرا الألوان الزاهية 15 في المائة.
لم تأت هذه الأرقام عبثا، بل إن عددا كبيرا من الدراسات أكدت أن توافر البيوفيليا في بيئة العمل يسهم في خفض التوتر ويساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل معدلات الغياب، وأيضا جعل مكان العمل جذابا وملهما، إضافة إلى تنقية الهواء وتخفيض مستويات الضوضاء، كما أنها تحفز العاملين على الإبداع. بالمختصر، القيادات التي تبحث عن التميز والتوهج والطاقة الإيجابية عليها أن تفكر بالبيوفيليا في مقار العمل.