default Author

الوضوح والثبات

|

قبل زيارته للسعودية والمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية اعترف الرئيس الأمريكي بايدن قائلا، "لدينا فرصة لتصحيح ما أخطأنا به سابقا وهو الابتعاد عن تأثيرنا في الشرق الأوسط". والواقع أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي سلسلة من "الأخطاء" بدليل نتائجها المروعة ولا يتوقع من دولة عظمى مثلها أن تتكرر الأخطاء وتتفاقم بهذه الصورة وهو ما يدفع إلى الاعتقاد أنها سياسة ثابتة وإن اختلفت بين حزب وآخر، لكنها بدأت بشكل جلي منذ أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، ثم توالت "الأخطاء" لتصب كلها "ويا للعجب" لمصلحة نظام الملالي في إيران، المصنف أمريكيا كمحور للشر في العالم!
واستهدفت السعودية قيادة وكيانا ومجتمعا من قبل الإعلام والسياسة الأمريكية على مراحل تصاعدت وتيرتها بوصول أوباما وخططه لصناعة "الفوضى الخلاقة" في المنطقة إلى حين إعلان بايدن أنه سيجعل منها دولة منبوذة، وما تبع ذلك من إجراءات واشنطن العدائية تجاه بلادنا من سحب مستشارين في وقت تتعرض فيه للهجمات الإرهابية وإيقاف صفقات سلاح وإلغاء تصنيف جماعة الحوثي الإرهابية مع ما لا يمكن التغافل عنه من سياسة مسايرة ممهدة لإيران في العراق.
من المهم التذكير بهذه السلسلة لمعرفة هل هو "خطأ" سياسة "الابتعاد عن التأثير" أم هو سوء تأثير ممنهج؟
والواقع أن العلاقات السعودية الأمريكية كانت هدفا لقوى إقليمية متعددة، قامت بكل ما تستطيع لتخريبها وعملت على ذلك، ثم استغلت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) ونجحت في توظيف سياسيين وقنوات وإعلاميين في الولايات المتحدة وخارجها من عجم وعرب لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
لكن بتوفيق الله تعالى ثم حكمة قيادة المملكة بسياستها القائمة على الوضوح والثبات والحرص على العلاقات والمصالح المشتركة، أحبطت تلك الخطط وقللت من آثارها السلبية للحد الأدنى، ورغم الحملات الإعلامية السابقة والقائمة حاليا التي لم تترك شأنا للسعودية لها علاقة به إلا واستخدمته للتشكيك والتشويه من الموقف تجاه القضية الفلسطينية إلى إنتاج النفط، استمرت سياسة المملكة على التمسك بثوابتها قارنة القول بالفعل.
تجلت سياسة المملكة في كلمة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في قمة جدة للأمن والتنمية، بوضوح وثبات وعزيمة في التأكيد على المصالح المشتركة والقضايا العربية وعلى التنمية.. وتوجت بوضع النقاط على الحروف بعبارة ذهبية، "نتمنى من العالم احترام رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفخر بها ولن نتخلى عنها".

إنشرها