تقارير و تحليلات

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

صناعة إطارات السيارات .. آفاق واعدة وهيمنة للكبار على سوق قيمتها 280 مليار دولار

ربما يكون إطار السيارة أكثر حلقاتها ضعفا وأقلها حظا في نيل الاهتمام والعناية الواجبة من قبل السائقين، فغالبا لا تنال الإطارات التقدير أو الاهتمام الجدير بها كباقي أجزاء السيارة خاصة المحرك، وفي الأغلب أيضا لا تنال حظها بالنظر الدقيق والفحص المتأني، إلا عندما يثقب الإطار أو يتلف، وحينها يكون فحص الإطار الذي تم تجاهله كثيرا واجبا اضطراريا للـتأكد من تلف الإطار، ومن ثم يتوجب عليك التوقف على جانب الطريق لبدء عملية تغيير عجلة السيارة.
لكن بالتأكيد ليس هذا هو الوضع في عالم صناعة إطارات السيارات، فالصناعة مرتكز أساس في صناعة السيارات العالمية، وجزء رئيس منها ومن تطورها، كما أن صناعة الإطارات تتمتع بثقل اقتصادي ضخم يعززه الطلب المتزايد على الإطارات نتيجة الاستهلاك الكثيف لها في ظل المكانة التي تحتلها السيارة في الحياة اليومية لمليارات البشر، ومن ثم يعزز هذا الطلب على الإطارات قوة ومتانة صناعة الإطارات ويعزز نموها المتواصل وتطورها الدائم.
اليوم بلغت صناعة الإطارات درجة ملحوظة من التطور، بحيث بات السؤال هل نقف الآن أمام نهاية عصر الكعكة المطاطية السوداء المملوءة بالهواء، التي استخدمت لأول مرة في مركبات القرن الـ19 وظلت محافظة على مكانتها حتى الآن.. هل تلك الكعكة السوداء التي صممت في بداية عالم السيارات، حيث السيارات تحبو والطرق وعرة غير معبدة أو ممهدة ولا تصلح إلا للعربات التي تجرها الخيول، فكان يجب أن تصمم الكعكات المطاطية السوداء غليظة وسميكة ومكتنزة، بحيث يصعب تعرضها للتلف أو الاستهلاك السريع.
باختصار، ربما يكون السؤال المهم الذي يدور في خلد كبار المسؤولين عن صناعة الإطارات على المستوى الدولي في الوقت الراهن.. هل تمتلك الصناعة القوة المالية والقدرة الفنية على مواكبة التطور الهائل في صناعة السيارات؟
تبدو الإجابة حتى الآن نعم، فالاستخدام الكثيف للسيارات في حياتنا اليومية ونمو الوعي البيئي في الأعوام الأخيرة، يتطلب من الصناعة تطوير إطارات سيارات سهلة الصيانة ومقاومة للثقب وقابلة لإعادة التدوير، وربما تحتوي على أجهزة استشعار تحدد ظروف الطريق، وتمد الصناعة بسيل من البيانات التي تسهم في تطوير المنتج.
وبالطبع، فإن كبار المسؤولين عن الصناعة وتطويرها يرجحون أن لديهم القدرة على مواجهة التحديات الملحة، خاصة أن قيمة سوق الإطارات العالمية يتوقع أن ترتفع من 239 مليار دولار في 2019 إلى 280 مليار بحلول 2024 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.2 في المائة.
كما أن الإنتاج يتوقع أن يقفز من 19.25 مليون طن 2019 بمعدل نمو سنوي مركب 3.4 في المائة ليصل إلى 22.75 مليون طن 2024، وهذا النمو يجعل صناعة الإطارات مستعدة لمواجهة التحديات عبر مفاهيم تقنية جديدة للإطارات الحديثة وباستخدام مواد ومدخلات تكنولوجية متطورة.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" المهندس مايكل كريس من شركة سميزر لاختبار الإطارات "يتزايد الإنفاق الرأسمالي على الصناعة بشكل عام، ولا يزال يهيمن عليها مجموعة من اللاعبين العالميين الرئيسين مثل بريجستون و كونتيننتال وميشلان، وعلى الرغم من وجود اتجاهات للمصنعين الإقليميين لتوسيع وجودهم خارج الأسواق المحلية التقليدية، فإن الكبار لايزالون يسيطرون على الأسواق".
ويضيف "تغير تخطيط الإنتاج في مجال الإطارات بشكل كبير منذ عام 2000، وتضاعف عدد العلامات التجارية الفرعية والأحجام، ويطالب العملاء بأوقات تسليم أسرع، وأصبحت دورة الطلب والتسليم أقصر، ولم تعد المستودعات تمتلئ بالمنتجات".
ووفقا لتاير بيزنس، وهي نشرة تجارية مقرها ولاية أوهايو الأمريكية، فإنه بدءا من 2021، أصبحت شركة ميشلان الفرنسية أكبر شركة مصنعة للإطارات في العالم، يليها بريدجستون (اليابان)، كونتيننتال (ألمانيا)، جوديير (الولايات المتحدة) وسوميتومو (اليابان)، وبذلك أنهت ميشلان عهد بريدجستون الذي دام 11 عاما.
هيمنة الكبار على الصناعة ارتبطت من وجهة نظر الدكتور المهندس ليونارد ديفي، أستاذ قسم المواد العلمية والهندسة في جامعة بلفاست، بمزيد من القدرة على تحمل تكاليف الإنتاج والبحث العلمي وتطوير الصناعة بمعدلات سريعة قادرة على الاستجابة لتطور صناعة السيارات ذاتها.
وقال ديفي لـ"الاقتصادية"، إن "الأتمتة تستمر في كونها أحد العوامل الحاسمة في مساعدة مصنعي الإطارات على مواجهة تحديات المنافسة العالمية والدمج والابتكار التكنولوجي، وحاليا يوصف الجمع بين الأتمتة وبرامج الذكاء الاصطناعي بالثورة الصناعية الرابعة، وهذا المجال يتم إحراز تقدم كبير فيه، ولا سيما في الأسواق الأكثر تقدما في صناعة الإطارات، ويمكن تطبيق الأتمتة على مصنع بأكمله أو على عملية تصنيع محددة".
وأضاف "نلاحظ أن الاتجاه المستقبلي في الصناعة يتضمن إدخال شرائح وأجهزة استشعار في الإطارات، ويمكن لأجهزة الاستشعار تلك تخزين البيانات المهمة بما يساعد على عملية التصنيع، لكن انتشار تلك التكنولوجيا سيكون بطيئا لأنها مكلفة، ولن تسود ما لم يكن ذلك مدفوعا بمتطلبات تنظيمية جديدة".
مع هذا يرى عدد آخر من الخبراء أن التحدي الأكبر الذي يواجه الصناعة يتعلق بمدى ما تتمتع به من علاقات جيدة مع البيئة، فبينما تركز صناعة السيارات على التحول إلى السيارة الكهربائية كوسيلة للحد من الانبعاثات الغازية ومكافحة الاحتباس الحراري، لا يزال أمام صناعة الإطارات طريق طويل قبل أن تصبح صديقة للبيئة، فبمجرد أن تهلك الإطارات يتم التخلص من معظمها في مكب النفايات أو يتم حرقها.
وعلى الرغم من توصل بعض مصنعي الإطارات إلى إطارات صديقة للبيئة يتم إنتاجها في عملية أكثر صداقة للبيئة، وتهتم بالاقتصاد في استهلاك الوقود، فإن هذا الاتجاه ليس شائعا بشكل تام أو كبير حتى الآن.
ووقعت شركتا هونداي وميشلان مذكرة تفاهم تهدف إلى زيادة استخدام المواد المستدامة في الإطارات، والعمل معا على تطوير الجيل القادم من الإطارات التي ستستخدم في السيارات الكهربائية "المميزة"، وصرح المسؤولون في شركة هونداي أن الهدف من الشراكة زيادة استخدام المواد الصديقة للبيئة في الإطارات إلى 50 في المائة من إجمالي وزن الإطارات مقابل 20 في المائة حاليا.
وحول التوزيع الدولي لأسواق الإطارات، ذكر لـ"الاقتصادية" إل. روجر رئيس قسم المتابعة والرصد في اتحاد منتجي الإطارات في المملكة المتحدة، أنه "من المتوقع أن تمتلك منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر حصة سوقية في سوق إطارات السيارات، فتكاليف الإنتاج المنخفضة والتساهل النسبي في قضايا الانبعاثات الغازية والمبادرات الحكومية لجذب الاستثمارات الأجنبية، تجعل المنطقة تقود الاقتصاد العالمي في عديد من الصناعات ومن بينها صناعة إطارات السيارات".
مع ذلك يشير إل. روجر إلى أن الثقة الراهنة في المستقبل الإيجابي على الأمد الطويل لصناعة الإطارات والآفاق الواعدة، التي تعود بالأساس إلى الثقة بانتعاش صناعة السيارات بعد الأوضاع السلبية التي عانتها عام 2020 نتيجة وباء كورونا وسياسات الإغلاق التي أثرت سلبا في الطلب والعرض في آن واحد، وأثرت سلبا أيضا في سوق الإطارات، ولا ينفي أن انتشار بعض الظواهر الحالية في الأسواق لا تعد مريحة بالنسبة لكبار المصنعين، لكنها تعد من تداعيات عامي الوباء.
وأوضح روجر لـ"الاقتصادية"، أن السوق العالمية لإطارات الشاحنات والمعدات واجهت انخفاضا بـ6 في المائة في الربع الأول من هذا العام، بينما ارتفعت السوق العالمية للإطارات البديلة 4 في المائة خلال الفترة نفسها.
ويبرر هذا الوضع بأن قطاع الشاحنات والحافلات يواجه تقلصا بسبب انخفاض الطلب الصيني، كما تأثر الطلب الأوروبي جراء الحرب الأوكرانية، لكنه يؤكد بمجرد تراجع هذين العاملين ستعود السوق للانتعاش وبقوة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات