default Author

مثيرة للأتربة

|

الاهتمام بموجات الغبار والعوالق الترابية تحسن كثيرا عن السابق، لكنه انحصر في برامج يعلن بشكل مستمر العمل عليها للحد منه من خلال التشجير والمحميات لإيقاف الرعي الجائر، المسؤول مع الجفاف والاحتطاب عن التصحر، وهي لا شك خطوات مهمة وكبيرة، إلا أن نتائجها تحتاج إلى وقت طويل مع عمل دؤوب مستدام، في جانب آخر، لم تحظ البحوث في آثار وأضرار الغبار والعوالق الترابية والعمل على ابتكار أساليب وأدوات للحد منها بما تستحق من العناية.
المشكلات الصحية التنفسية "خاصة" معروفة ويجري التنبيه عنها في وسائل التواصل، إلا أن ما أشير إليه يتعدى ذلك للخسائر الكبيرة التي يتسبب فيها الغبار والأتربة المثارة بفعل العواصف والرياح للآلات والمعدات المختلفة، التي تشكل أهمية كبيرة في حياتنا، ولو أخذنا المكيفات على سبيل المثال واعتمادنا عليها أشهرا طويلة من العام، لوجدنا أن الغبار فيروس شديد يصيبها أحيانا بسكتة وأحيانا أخرى يقلل من عمرها، بل ويزيد من استهلاكها للطاقة. ومن ملاحظة بسيطة، فإن أغلبية المكيفات لا يتوافر لها حماية مناسبة لمحركاتها الخارجية فيلتصق الغبار حتى يسد منافذها، وأعتقد أننا بحاجة إلى مواصفات خاصة تعنى بالحد من تأثير الغبار والأتربة في المكيفات بشكل خاص، والآلات والمعدات الأخرى عموما حتى نطيل من عمر هذه الأصول، ونخفف من تكلفة الصيانة واستهلاك المياه للتنظيف، ونحن بحاجة أيضا إلى البحث والابتكار في موانع تسرب الغبار للآلات والأبواب والنوافذ لتطويرها بما يتناسب مع بيئتنا الجافة المغبرة لأشهر كثيرة من العام، والأمر نفسه ينطبق على عوازل الحرارة لنأخذ السيارات مثالا، فالملاحظ أن العزل الحراري "من المصنع" لكثير منها ضعيف ولا يتناسب مع شدة الحرارة وسطوة أشعة الشمس. أعتقد أيضا أننا بحاجة إلى مواصفات خاصة في هذا الجانب، غني عن القول إن الواحد منا يقضي ساعات في السيارة في أوقات الذروة أو الاضطرار لإيقافها تحت الشمس، فالظل مع الأسف حتى الآن يشكو من الجحود حتى في واجهات المباني، وفي ذلك معاناة وزيادة استهلاك الوقود.
وبخصوص السيارات، يدور في ذهني منذ زمن فكرة لتخفيف الحرارة داخل السيارة أثناء توقفها في الصيف، بزرع مراوح صغيرة جدا تعمل إما بالطاقة الشمسية أو بالحرارة، دوران الهواء المستمر سيخفف من الحرارة التي لا تطاق داخل السيارة ويقلل من استهلاك الوقود عند تشغيل المكيف.

إنشرها