موضة ريادة الأعمال

تهتم الدول والحكومات بدعم الاقتصاد من خلال مفهوم ريادة الأعمال إيمانا بالدور الاقتصادي والابتكاري الذي تقوم به مع التطور التكنولوجي والتقني. ولهذا المفهوم أسس وأدوات ومهارات يتطلب توافرها لضمان سيرورة الحركة الاقتصادية، فهل الموضوع بهذه البساطة حتى يصبح أي شخص رائد أعمال؟
تعتمد ريادة الأعمال على تأسيس عمل تجاري من خلال فكرة جديدة أو تطوير فكرة قديمة بأسلوب مختلف لسد حاجة السوق، مع القدرة على إدارة وتشغيل العمل والأخذ بالاعتبار عوامل المخاطرة. وتتنوع ريادة الأعمال من الصغيرة وهي الأكثر انتشارا وربما الأكثر تعثرا، وبعدها تأتي ريادة الأعمال الكبيرة وهي ذات الكفاءة وفي الأغلب ما تكون مدعومة، أما النوع الثالث فهو الريادة الاجتماعية وهذا يندرج تحت المنظمات غير الربحية.
شاهدنا في الآونة الأخيرة قصصا لبعض رواد الأعمال الناجحين كيف تركوا وظائفهم واتجهوا إلى التجارة وأعمارهم لا تتجاوز الـ30، ما دعا البعض لأن يقوموا بتقليدهم ظنا أن النجاح سيرافقهم مثل الآخرين؟ وقد غاب عن هؤلاء أن أغلب الناجحين من رواد الأعمال الشباب خلفهم من يدعمهم ماليا أو إداريا أو تشغيليا أو تسويقيا، ودون هذا الدعم لن يصلوا إلى ما وصلوا إليه، وهذا هو حجر الزاوية الذي يجب أن يفهمه "المدرعمون" في ريادة الأعمال.
هناك عدة جهات تقدم للشباب الاستشارات والدعم في ريادة الأعمال، بل إن الأفكار النوعية تشترى وقد يشاركها الخبراء والداعمون. لكن فكرة ترك الوظائف والتوجه إلى ريادة الأعمال التي أصبحت موضة لدى الشباب دون علم ودارية، أشبه بمن يسير في حقل ألغام وهو معصوب العينين. بالمختصر انظروا إلى نصف الكأس الفارغ في قصص رواد الأعمال وستعرفون السر!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي