الخريطة الذهنية

عندما يسمع الناس كلمة "خريطة"، يتبادر إلى أذهانهم الخريطة الجغرافية التي تتضمن المناطق الجغرافية ومواقع الدول على سطح الأرض، أو الخريطة المناخية أو شكل التضاريس، وغير ذلك من أنواع الخرائط التي اعتاد الناس على دراستها. ومن هنا فقد يكون مصطلح "الخريطة الذهنية" غريبا على البعض، وتسمى أيضا بالخريطة الدماغية أو الخريطة المعرفية أو الخريطة العقلية، وتعرف ببساطة بأنها طريقة تستخدم للمساعدة على ترتيب الأفكار والمعلومات بشكل منهجي معتمد على الذاكرة البصرية عن طريق رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر، وبمعنى آخر فهي تمثيل مرئي للطريقة التي يرتب بها الدماغ المعلومات، وكأن الإنسان بهذه الطريقة يحول ما يدور في ذهنه من خطط وأفكار إلى واقع كتابي على شكل صور مرئية. ومن هنا فهي وسيلة إبداعية مفاتيحها الكلمات والصور والألوان تمكن من تنظيم الأفكار وتعزز التفكير الإبداعي وتتيح توليد أفكار جديدة وتساعد على تحسين الذاكرة وتجعل فرز الأفكار وترتيبها أمرا ميسورا، وذلك بربط معاني الكلمات بالصور التي يتم رسمها. ويمكن إعداد الخريطة الذهنية بإحدى طريقتين، الأولى الطريقة اليدوية، وهذه لا تحتاج إلا إلى ورقة بيضاء وقلم رصاص وألوان. والطريقة الثانية تكون باستخدام الحاسوب والبرامج الإلكترونية مثل برنامج Free Mind أو برنامج Mind Mapping أو برنامج Idea flip وغيرها. ويرى المختصون أنه في البداية يجب رسم دائرة وسط الورقة البيضاء كمركز للخريطة ويوضع في تلك الدائرة الموضوع الرئيس إما على شكل رموز ملونة أو بكتابة كلمات يسهل تذكرها، ثم ترسم جميع التفرعات لتنطلق من المركز وتكون على شكل خطوط منحنية، وتحدد كلمة لكل فرع ويمكن استخدام ألوان أو صور رمزية تعبر عن فكرة كل فرع. لتنتهي بذلك الخريطة على شكل شجرة ذات تفرعات مختلفة. مخ الإنسان ينقسم إلى نصفين، النصف الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر من الجسم على حين يتحكم النصف الأيسر في الجانب الأيمن من الجسم. والمخ قادر على تخزين كل شيء مما يسمعه الإنسان أو يراه أو يقرأه، ولكن تكمن المشكلة بعد ذلك في إمكانية استدعاء أو تذكر ما تم تخزينه. ومن هنا تأتي أهمية الخريطة الذهنية التي تتيح للإنسان استخدام كلا جزئي المخ، ولذا فهي من أفضل الطرق للطلاب لاسترجاع معلوماتهم الدراسية وكذلك لمديري الأعمال ومسؤولي المشاريع لوضع أهدافهم وترتيب أولوياتهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي