PCR .. والولاء التنظيمي
يظل البحث عن الكفاءات هو الشغل الشاغل لدى كل القيادات في مختلف المؤسسات والأجهزة الحكومية والخاصة لرفع مستوى الكفاءة والفاعلية، ولكن كفاءة الموظفين ليس بالأمر الهين لأنها جاءت بعد علم وخبرة وفن ومزيج من المهارات والمعارف، فكيف تضمن القيادات جذب وعدم تسرب الكفاءات؟.
من المعروف في مدارس التنمية البشرية وإدارة رأس المال البشري أن تدني مستوى الولاء التنظيمي يقود إلى عدم الرضا الوظيفي وهو ما يؤثر سلبا في الإنتاجية، فالعلاقة بين الجهتين متبادلة فالموظف يعمل بجهد وإخلاص وتفان لذلك ينتظر من الإدارة الأجر والتكريم والحوافز المناسبة.
قد تغفل بعض المؤسسات مفهوم الولاء التنظيمي لدى العاملين وهو أمر مهم وجوهري يسهم في مبدأ الاستمرارية والحد من معدل دوران الموظفين ويعطي صورة إيجابية عن المنشأة. فغياب الولاء التنظيمي سيفقد المنشأة الكفاءات والأموال الكثيرة التي صرفت عليهم إضافة إلى خسارة عامل الزمن في عملية إيجاد البديل. والأهم من ذلك خسارة العلاقات الإنسانية التي تكونت داخل المنشأة.
في المقابل، إن أدوات الولاء التنظيمي لا تكلف المنشآت كثيرا مقارنة بما يصرف على الكفاءات. فالاحترام والتقدير والعدالة والبيئة الإيجابية في العمل ومحاولة تعزيز مفهوم الحد الأدنى من الرفاهية، أيضا فتح أبواب التطوير والتأهيل للعاملين وحضور المؤتمرات والدورات، تسهم في شحن طاقة الموظف. إضافة إلى المميزات الأخرى من تأمين طبي وقروض وغيرها.
مهما توافرت أدوات لقياس الولاء التنظيمي، إلا أنه من الصعب أن تعطي نتائج دقيقة تعكس رؤية وشعور الموظفين. بالمختصر من شدة أهمية وحيوية الولاء التنظيمي تمنيت لو أن هناك تحليلا خاصا مثل فحص كورونا PCR يعطي نتائج سريعة ودقيقة عن الولاء التنظيمي لدى الموظفين.