default Author

استراتيجية تعزيز مفهوم الرفاهية

|

التحول إلى نهج أكثر شمولا هو تغيير منظور الحكومات بشأن التعامل مع الرفاهية وكيفية قياس النتائج. ويقول دومينيك ستيفينز، كبير الاقتصاديين الحالي في وزارة الخزانة، إنه يتعين بذل كثير من الجهد في هذا الصدد، وهو ما يستغرق وقتا طويلا. ويضيف: "نفكر حاليا في كيفية تحقيق نتائج أفضل للمواطنين من منظور أكثر شمولا. لكننا نواصل العمل في الوقت نفسه على تعزيز مفهومنا عن الرفاهية. وهي معادلة صعبة".
وتبين إميلي مايسون التي عملت لـ 20 عاما في مجال السياسات الاجتماعية وتدير حاليا شركة فرانك أدفايس، وهي شركة استشارية في ويلينجتون: إن أدوات القياس متاحة، لكن الحكومة لا تستغلها.
وتضيف "رغم صحة مفهومنا عن الرفاهية، نجد أننا في حاجة إلى مقاييس وبنية تحتية لصنع القرارات لضمان النجاح. وعلينا أن نستفيد من الحكمة المكتسبة من المجتمعات المحلية والأحداث السابقة وربطها بمقاييس البيانات من خلال دراسة الأفراد على مدار حياتهم. فالرفاهية مسألة فردية في الأساس. ولدينا بالفعل القدرة الإحصائية، وإن كنا لم نستغلها بالكامل".
وتضمنت الميزانية من بين جملة أمور استثمارا بقيمة 1,9 مليار دولار نيوزيلندي في الصحة النفسية، مع التركيز خصوصا على الحد من فقر الأطفال، وهو من المجالات القريبة إلى قلب رئيسة الوزراء.
ويقول شون روبنسون، رئيس جمعية الصحة النفسية في نيوزيلندا، إنه يتحتم علينا أن نبذل جهدا أكبر كثيرا لتحقيق التحسن اللازم في أوضاع الصحة النفسية. وتعكف الحكومة حاليا على اتخاذ خطوات إيجابية، بما في ذلك تقديم خدمات الدعم المبكر للصحة النفسية في عيادات ممارسي العموم والمراكز المجتمعية.
ويضيف قائلا: "لكننا نغفل عن منح المواطنين الأدوات اللازمة للاهتمام برفاهيتهم ورفاهية المحيطين بهم"، مشيرا إلى أن إحدى استراتيجيات الصحة النفسية المعلنة في الآونة الأخيرة التي تغطي عشرة أعوام تقر بهذا الأمر وتعد خطوة في الاتجاه الصحيح. وبينما يشير البعض إلى أن نتائج ميزانية الرفاهية لم تتضح بعد، فإنهم يقرون أيضا بتأثير الجائحة.
ويقول كاراكا أوغلو: "حددت الحكومة أهدافا متسقة بدءا من ميزانية عام 2019 وما بعدها، رغم التحديات الجسيمة التي واجهتها نتيجة جائحة كوفيد - 19".
وترى ماري براون، مديرة وحدة رفاهية الأطفال في دائرة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، تطلبت الجائحة "بذل مزيد من الجهود ... وقد تضمنت استراتيجية رفاهية الأطفال والشباب تركيزا قويا بالفعل على الاستجابة المشتركة من أجل تحسين رفاهية الأطفال والشباب الأكثر احتياجا. ومع ظهور الجائحة كان علينا مضاعفة الجهود".
وتشير براون إلى أن الاستراتيجية التي تم إطلاقها في آب (أغسطس) 2019 تتضمن مفاهيم مشتركة حول الرغبات والاحتياجات التي يتطلبها الشباب النيوزلندي من أجل تعزيز شعورهم بالرفاهية، والجهود الحكومية، والأدوار الممكنة للأطراف الأخرى. وتقول إن الاستجابة المحلية للجائحة أثبتت مواطن القوة التي تتمتع بها المجتمعات المحلية التي ينبغي أن تستغلها الحكومة.
وتضيف "لقد اعتدنا في السابق تصميم عديد من المبادرات على المستوى المركزي. ويوجد في الوقت الحالي اتجاه متزايد نحو توزيع الموارد وتفويض سلطات صنع القرار، وإشراك الأسر والأطراف المعنية على مستوى المجتمعات المحلية في عملية التصميم، وتوفير الموارد لمقدمي الخدمات من قبائل الماوري وغيرهم لوضع الحلول الملائمة لمجتمعاتهم المحلية".
واختتمت قائلة: "لا يزال العمل مستمرا من أجل تحقيق هذا الهدف، لكننا حتما على الطريق الصحيح".

إنشرها