Author

مرتاح ..

|

أكثر ما يتلف لذة الحياة وبهجة الأمل هو ممارسة أسلوب الحياة بالشكل الذي يبدو مريحا ومألوفا وكذلك روتينيا دون تجديد. وهذا يشمل جميع السلوكيات والنشاطات التي تعود عليه الشخص القيام بها يوميا دون تغيير. أي ببساطة أن يعيش الفرد حياة مستقرة وكأنها في خط مستقيم، مع عدم وجود بوادر لخوض التحديات أو مشاركة التنوع.
ما سبق يسمى بمنطقة الراحة comfort zone وهذه المنطقة في غاية الخطورة والضرر على صاحبها كونها تشعر صاحبها بالأمان والراحة دون أن يعلم أنها سبب وتعبير عن رفض التغيير ومواجهة التحديات والمصاعب. في الواقع منطقة الراحة ليس لها علاقة تماما بالراحة بل بالخوف تجاه التجديد والتغيير، فهم أقرب ما يكونوا لفئة الجبناء.
يتطلب ممارسة التغيير الشجاعة والإقدام تجاه المتغيرات وهذا الذي يفتقده بعض جيل اليوم من الموظفين الذي ما إن تسأله عن عمله وحياته حتى يقول لك دون تردد، "مرتاح"، إن ورود هذه الكلمة دليل على حالتين لا ثالث لهما. الأولى وهي تكرار العمل بشكل روتيني ممل، ما يجعل الموظف وبيئة العمل جثة هامدة، وهذا سرطان حميد لكنه مميت وظيفيا. والثانية فقدان الأمل بالترقي وفرص التطوير وقد يعود إلى نظام المؤسسات أو إلى أسلوب الإدارة في توزيع المناصب، وهذا سم قاتل.
إن الخروج من منطقة الراحة ليس بالأمر الهين، ولكن أهم طريقة للقفز من أسوار هذه المنطقة الميتة هو صناعة التحدي الذاتي بالخروج من خارطة المنطقة عبر خوض التجارب وتجاوز المخاوف من خلال مواجهتها، التي تزيد سعرات الحماس وتمد بالطاقة لتجاوز حدود منطقة الراحة. بالمختصر الذي يردد كلمة الراحة وهو ينتظر الأعوام حتى يتقاعد، هو متقاعس يعيش على فتات الأمل.

إنشرها