المحتوى الترويجي
من مميزات القائد الناجح في الأعمال، أو مالك الأعمال حسن اختيار أسلحته، أسلحته من المورد البشري بشكل عام، ومن أفكارهم التي يستثمرها بشكل خاص، وهو أيا كان نشاطه يركز على شيئين، الإنتاج، إنتاج السلعة أو الخدمة، وترويج المنتج لتنمية الحصة السوقية، وهذا الترويج يرتكز أكثر ما يرتكز اليوم على الكلمة السحرية "المحتوى".
المتأمل في مسيرة محتوى التسويق خصوصا من عايش عمليا أكثر من مرحلة إعلامية واتصالية يلمس "شطارة " بعض رجال الأعمال في التكيف والمواءمة، واختيار الفريق الصحيح، ومن ثم توجيه الخطاب التسويقي الصحيح تبعا لكل مرحلة، ولكل وسائلها الجديدة أو تلك المتجددة التي تحاول اللحاق بالركب، وهو يرى أيضا إخفاق البعض في اختيار أدوات المرحلة، ومواردها البشرية، والمحتوى الناتج عنهما.
يستسهل البعض المرحلة الحالية، وهذا لا ينسحب فقط على أصحاب الأعمال، بل حتى على بعض الوكالات التي تنفذ لهم، فهم يعتقدون أن سيطرة التسويق الرقمي يعني ببساطة الاستعانة بمشهور أو مشهورة ما لرفع مستوى المبيعات، وفي هذا إجحاف بحق التسويق الرقمي وأغواره العميقة.
لو تأملت قليلا لوجدت أن فكرة الاستعانة بالمشاهير قديمة قدم التجارة نفسها، وليس بعيدا عن البال قصة "قل للمليحة في الخمار الأسود" فهي استعمال للشهرة، سواء شهرة الشاعر أو شهرة الفكرة، ومن بعدها ومن قبلها فكرة أن ارتداء ذوي المكانة للباس ما ولون ما، أو استخدامهم أي سلعة يعني ببساطة أن العامة ستقلد الخاصة.
الفكرة أيضا مرتبطة بالتأثير، فليس كل مشهور مؤثر، وهذا ينطبق على مشاهير الإعلام الاجتماعي بل إن سرعة احتراق بعضهم وتكوين الرأي العام انطباعا سلبيا عنهم يكون أحيانا أسرع من وصولهم إلى الشهرة.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تسويقيا هو الأكثر إغراء لكنه لا يزال محفوفا بالمخاوف خاصة مع كل هذا النفاذ والتأثير، والبعض يتساءل، هل خضعت هذه الوسائل لقواعد التنظيم والضبط؟ وهل التقييمات التي تصدر لترتيبها وترتيب تأثيرها محايدة أو منصفة؟
كصاحب سلعة أو خدمة تود تسويقها، أو كصاحب أفكار تود نشرها بين أفراد مجتمعك ربما تحتاج إلى الخطاب التسويقي لعصر سيطرة منصات التواصل على توجهات الناس واختياراتهم حتى رغباتهم وأهوائهم، لكن يجدر بك الانتباه إلى أن هذه الوسائل تتصارع، وتتغير مواقعها باستمرار وأحيانا وفجأة من غير مؤشرات يمكن أن تنهار.
ستكتشف أن صاحب المحتوى الجيد والصادق هو من يفوز في كل مرحلة، والصدق والجودة لا يتنافيان مع الابتكار والإدهاش وبعض الأفكار المجنونة في التسويق.