المتحور الجديد الماكر

ما زلت أذكر في بداية انتشار فيروس كورونا وفرض الإجراءات الاحترازية مقاطع ظريفة لمواطنين حذرين من التقاط الفيروس واحدا منها لمواطن يستلم نقودا ورقية من آخر ويمسك بها من وراء قفاز أو كيس بلاستيك، ثم ينشرها تحت أشعة الشمس لتطهيرها.
تلك الأيام، كان هناك نقاش حول أثر حرارة الشمس في قتل الفيروس من عدمه، الآن تراجع استخدام النقود الورقية بشكل حاد، حيث أدت الإجراءات والحذر من انتقال الفيروس إلى توسع استخدام النقود الإلكترونية، حتى إن عبارة "شبكة ولا كاش" التي يبادرك بها البائع بدأت تختفي رويدا رويدا. المقطع الثاني وهو الأكثر ظرافة لمواطن بسيط ظهر في البدايات الأولى لإعلان الجائحة، لجأ المواطن البسيط إلى الصحراء مبتعدا عن الناس، إلا أن أحد رفاقه أصر على اللحاق به وتصويره وهو في خوف من هذه "الرفقة اللزقة" المزعجة المحتملة نقل العدوى.
ومع تراجع حدة الفيروس وارتفاع نسبة التحصين تزايد عدد الناس الذين يتهكمون ساخرين على من يظهر الحذر سواء في المصافحة أو السلام والتقبيل، وأحيانا حتى استخدام الكمامة التي تحولت إلى ما يشبه القلادة.
لكن تصنيف منظمة الصحة العالمية للمتحور الجديد الذي أطلق عليه اسم "أوميكرون"، المكتشف في جنوب إفريقيا ودول إفريقية أخرى، أنه "مثير للقلق" مع سرعة انتقاله حتى اكتشفت منه حالات في دول أوروبية لتبدأ هذه الدول في إجراءات مشددة مرة أخرى منها إيقاف استقبال رحلات من دول بعينها، وإعادة فرض استخدام الكمامات والمعقمات مع الحث على أخذ جرعات لقاح تعزيزية منشطة. هذا التطور السلبي العالمي الجديد يدعو إلى الحيطة والحذر رغم أن بلادنا ولله الحمد والمنة في وضع أفضل كثيرا والحياة على طبيعتها، ولتبقى كذلك من الواجب استمرار الفرد منا بالحرص على الإجراءات الاحترازية الشخصية والتشجيع عليها في غاية الأهمية.
***
من أفضل ما جاءت به وسائل التواصل والإعلام الجديد، التفاعل من تعليقات وردود، فإذا أعجبك إعلان ما على "تويتر" أو غيره احرص على مطالعة التعليقات والردود فهي ستقدم لك صورة أخرى عن الإعلان، وربما تهدي لك معلومات غائبة عنك وقد تكون سببا في عدم سقوطك في فخ محتال أو نصاب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي