تدفقات التحويلات .. 2021 عام التعافي والمفاجآت «2 من 2»
ظلت تكلفة إرسال الأموال عبر الحدود الدولية مرتفعة، حيث بلغت نحو 6.4 في المائة في المتوسط في الربع الأول من عام 2021. ويعد إرسال التحويلات إلى إفريقيا جنوب الصحراء مرتفعا خصوصا “8 في المائة”، وتكشف البيانات الخاصة بمسارات التحويلات ارتفاع التكاليف في العادة عند إرسال التحويلات عبر البنوك، مقارنة بالقنوات الرقمية أو من خلال شركات تحويل الأموال التي تقدم خدمات إرسال الأموال وتسلمها نقدا.
ويبدو أن أعداد المهاجرين الدوليين قد انخفضت للعام الثاني على التوالي مع ضعف تدفقات المهاجرين الجدد، وارتفاع أعداد المهاجرين العائدين في عامي 2020 و2021. واستمر انخفاض عدد العمال الأجانب في منطقة مجلس التعاون الخليجي التي تعد من بين أكبر مقاصد المهاجرين ومصادر التحويلات الرئيسة عام 2021. وازدادت محاولات المهاجرين لدخول الولايات المتحدة عبر حدودها الجنوبية عام 2021. غير أن هناك زيادة في عدد المهاجرين العابرين المحصورين في المكسيك ودول أمريكا الوسطى.
ومن المتوقع أن تستمر التحويلات في النمو عام 2022، وإن اكتنفتها مخاطر تطورات سلبية. فأزمة كورونا أبعد ما تكون إلى الزوال، ولا تزال تشكل أهم مخاطر التطورات السلبية المحيطة بآفاق النمو العالمي، والتوظيف، وتدفقات التحويلات إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. ولا يمكن أن تستمر برامج التحفيز المالي في دول المقصد الرئيسة للمهاجرين إلى أجل غير مسمى. وفضلا عن ذلك، فإن التحول من قنوات التحويلات النقدية إلى التحويلات الرقمية، الذي لوحظ في ذروة أزمة كورونا عام 2020، قد أخذ مجراه الطبيعي على الأرجح. وسيتطلب تحقيق مزيد من النمو تسريع وتيرة إمكانية حصول فئات المهاجرين على حسابات (معاملات) بنكية التي تعد ضرورية لاستخدام القنوات الرقمية. ومما يقف عائقا أمام هذه العملية لوائح مكافحة غسل الأموال، ومحاربة تمويل الإرهاب المتسمة بالصرامة التي لا تسهل على سبيل المثال فتح حسابات للعملاء من خلال تقنيات معرفة العملاء الإلكترونية E-KYC.
ويجب على واضعي السياسات مواصلة جهودهم للحفاظ على تدفق التحويلات عن طريق خفض تكلفة التحويلات، وزيادة إمكانية حصول المهاجرين ومقدمي خدمات التحويلات على الخدمات المصرفية، واتخاذ تدابير على صعيد السياسات للتصدي لأزمة كورونا من حيث الحصول على اللقاحات والرعاية الصحية والإسكان والتعليم بما يشمل المهاجرين. وقد يحتاج المهاجرون أيضا إلى الحماية من إثقالهم بالعمل الشاق ومنحهم أجورا متدنية من جانب أرباب العمل في أثناء الأزمة. وأخيرا، يواجه كثير من مجتمعات المهاجرين الأصلية عودة غير متوقعة للمهاجرين والمغتربين بأعداد كبيرة. وربما كانوا في حاجة إلى المساندة في توفير الرعاية الصحية، ومرافق الحجر الصحي، وغيرها من الخدمات الاجتماعية، للتخفيف من وطأة هذا الوضع على نحو فعال.