تحديات المناخ والتصدي للفقر «2 من 2»

في الواقع ترتكز المؤسسة على دورات متعاقبة من الاستعداد لمواجهة الأزمات والتصدي لها والتعافي منها - إيبولا أو نوبات الجفاف التي تؤثر في الملايين أو الأوبئة العالمية. لكن تغير المناخ هو بالتأكيد الأزمة الأكثر تعقيدا وأوسع مدى حتى الآن. ومن غير الممكن مواجهة تغير المناخ عن طريق حلول بسيطة تركز على قطاع واحد أو بلد واحد أو منظمة واحدة فحسب. بدلا من ذلك، يتطلب الأمر التعاون بين مجموعات المصالح ومختلف الدول وتبادل المعارف فيما بينها. ودأبت المؤسسة الدولية للتنمية على تقديم هذا النوع من القيادة، وحشدت الأطراف المعنية من أجل قضية مشتركة.
ودفعت هذه المجموعة غير المسبوقة من التحديات المؤسسة إلى الاعتماد على الدروس المستفادة طوال عقود ومختلف المنظومات، ومساعدة الدول على تقليل الانبعاثات، والتكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من تأثيرات الكوارث. فعلى سبيل المثال، في العام المالي 2021، كان 61 في المائة من إجمالي تمويل المؤسسة للأنشطة المناخية لأغراض التكيف، وساعدت المؤسسة 62 بلدا على إضفاء الطابع المؤسسي على الحد من مخاطر الكوارث كأولوية وطنية. وفي النيجر، أدى تحسين إدارة الأراضي إلى زيادة غلة المحاصيل بنسبة 62 في المائة للمساعدة على التغلب على آثار التقلبات المناخية. وفي موزامبيق، ساعدت الاستجابة السريعة على الحد من الأضرار الناجمة عن إعصارين كبيرين خلفا للظهر وأثرا على 1.8 مليون شخص. كما يساند عديد من استثمارات المؤسسة الدولية للتنمية الحلول القائمة على الطبيعة: تمكن مشروع المناطق الساحلية من توسيع نطاق زراعة أشجار المنجروف للحماية من العواصف في بنجلادش، وأدى مشروع الصمود في وجه تغير المناخ في كيريباتي إلى تحسين البنية التحتية في المناطق الساحلية، ويقوم بتجميع مياه الأمطار بغية التغلب على تسرب المياه المالحة بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر.
إضافة إلى ذلك، فإن إدراك الطبيعة الشاملة والمترابطة للتحديات والحلول كان عاملا رئيسا من عوامل التغيير. وتزيد عملية تعزيز مراقبة الأمراض وقدرات المختبرات لمواجهة الجائحات أيضا قدرة الدول المعنية على التصدي للتهديدات التي تنطوي عليها الأمراض المعدية المرتبطة بتغير المناخ. وتتيح التنمية منخفضة الكربون القادرة على الصمود فرصا هائلة لتحقيق النمو في مجالات التكنولوجيا والوظائف الخضراء. ومن الممكن أن يحدث الاستثمار في الطهي النظيف والحصول على الطاقة المستدامة تأثيرا إيجابيا في النساء والفتيات. إن قائمة المكاسب التي تتحقق للجميع مستمرة، وتتمتع المؤسسة بوضع جيد يتيح لها تنفيذها.
وفي منتصف كانون الأول (ديسمبر) سيتم تجديد الدورة التالية من تمويل المؤسسة الدولية للتنمية - المعروفة باسم العملية الـ 20 لتجديد موارد المؤسسة - قبل عام من الموعد المحدد لها من أجل تلبية احتياجات الدول التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ. وبجعل المؤسسة وشركائها في وضع فريد لمواجهة هذا الارتباط غير العادي بين التحديات، تقف الجهات المعنية على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق عملها ومنح الأشخاص الأكثر ضعفا فرصة عادلة للتعافي والقدرة على الصمود.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي