«موقف» حضاري
مشروع أرض العجائب الشتوية "ونتر وندرلاند" بعد تطويره أصبح معلما سياحيا ترفيهيا يليق بالعاصمة ثم يليق بالموسم الخيالي الذي يحقق الترفيه الحقيقي، والرفاهية عبر العوائد الاقتصادية وفرص العمل الموسمية والدائمة، وفرص الرزق لكثيرين.
منظر المشروع يوحي بعالمية العمل وتصاميم الألعاب وتفاصيل البرامج داخله مع الإضاءات الخلابة تشعرك بالنقلة التي تتم في قطاع الترفيه باللعب، وأقول هذا من خبرة من تابع مشاريع الألعاب بجميع أحجامها وأشكالها لعقدين من الزمان بغرض إسعاد أطفاله.
إدارة الموسم وفرت كثيرا من السبل لحركة انسيابية تنظم الإقبال الكبير ونشكرهم هنا ونسجل لرجال الأمن والمرور كل التقدير على وجودهم المكثف وحضارية تعاملهم وتنظيمهم قدر المستطاع لأفواج الزوار.
أحد الأشياء التي حرص الموسم عليها مضاعفة مواقف السيارات في الناحتين الشمالية والجنوبية للمشروع وتنسيق الدخول والخروج بانسيابية، وتم أيضا تخصيص أرض فضاء كبيرة جدا على الطريق الدائري الشمالي لا تبعد عن المشروع أكثر من كيلومتر واحد، مواقف مجانية ومعها باصات حديثة وكبيرة بعدد كاف للنقل الترددي المجاني طيلة ساعات عمل أرض العجائب.
لقد تم توفير جميع السبل للزوار لإيقاف سياراتهم، لكن بعضهم يصر على إيقاف سيارته أمام بيوت سكان حي مجاور للمشروع من الناحية الشرقية بزعم أنها أقرب، أو رغبة في الانصراف السريع، الأمر الذي ضايق سكان الحي، وجعلهم يضعون أمام بيوتهم مقامع البلاستيك والسلاسل أو البراميل الصغيرة في منظر مزعج وممارسة أكثر إزعاجا.
عزيزي الزائر، عندما تقف أمام بيت أحدهم أو أمام مدخل سيارته ربما تضطره إلى انتظارك ليدخل إلى منزله، والمضحك حد السخرية أنه إذا كان الوقت متأخرا وسيخلد للنوم، فعليه أن يبحث بدوره عن موقف أمام بيوت الآخرين، أو الوقوف بشكل يمنعك من الخروج، فلماذا لا تحترم كل الجهود والتسهيلات وتقف حيث يجب أن تقف سيارتك.
تذكر أنه ربما لديه ظرف صحي، أو كبير سن على كرسي متحرك، أو طفل له احتياجات خاصة، حتى لو لم يكن له أي من ذلك، فله خصوصية منزله وبابه، ويكفي أن تضع نفسك مكانه.
هيئة الترفيه وإدارة الموسم والقطاعات الأمنية قاموا بدورهم وزيادة، بقي أن تكون شريكا في النجاح والتألق فسلوكك هو موقف حضاري شخصي يمثلك، ويمثل صورتك الذهنية التي هي جزء من صورتنا الذهنية الجمعية، وهي أيضا صورة من صور نجاح الموسم الذي يسعى إلى إسعاد جميع الناس، فلا تكن أنت من يقال له "ياخي لا تقتل المتعة!".