default Author

ربيع للبيئة .. لا للتصحر

|

كان من الأحلام أن نتجاوز "أسبوع" الشجرة إلى عام وأعوام للشجرة والتشجير، بقينا فترة طويلة يتفوق فيها الحديث عن التشجير على فعله والمحافظة عليه، بل إن بعض البلديات كانت تتفنن في قطع الأشجار القليلة وتقزيمها أو إهمالها حتى يصبح ضررها أكثر من نفعها.
لكن هذا الواقع يتغير بقوة الآن بعد تدشين الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بدء المرحلة الأولى من "مبادرة السعودية الخضراء". هذه المرحلة تهدف إلى غرس 450 مليون شجرة في النطاقات البيئية وعلى جوانب الطرق السريعة وداخل النطاق العمراني والمناطق الزراعية، إضافة إلى إعادة تأهيل الغطاء النباتي على مساحة ثمانية ملايين هكتار من المراعي في المملكة.
والفرق أن الدولة بقيادتها تقف وراء هذا المشروع الضخم وتجند له كل أجهزتها، والمبادرة رسالة خضراء للداخل والخارج على حد سواء، لا تقف عند الحد من التصحر بل لغزو الصحراء المنهكة لأعوام طويلة بسلاح التشجير، ولا شك أنها توفر الوقت للأجهزة المعنية بتنفيذ هذه المبادرة الوطنية لإعداد عدتها والاستعداد باختيار الأشجار المناسبة حسب كل موقع والوسائل للمحافظة عليها حتى تدوم وتزدهر.
من المهم هنا أن نعي دور الفرد منا للإسهام في نجاح هذه المبادرة غير المسبوقة التي هي بحق ثورة خضراء ستغير -بإذن الله- واقع بيئتنا الصحراوية، ولسنا بحاجة إلى التذكير بعائدها الإيجابي على حياتنا وحياة أبنائنا، ومنه أن نغرس حب الشجرة والتشجير في نفوس النشء وهنا حلقات من الأدوار للمنزل والمدرسة والنادي والمنشآت الصناعية والتجارية والفعاليات المختلفة، ومثلما نستهجن قطع الأشجار في البراري والتحطيب يجب أن نرفض قطعها والعبث بها في المدن والطرقات إلا في حالة ضرر بين.
وأتمنى أن تقوم وزارة البيئة بتوفير ملف إرشادي رقمي عن التشجير يهتم بتعليم الأفراد بأنواع الأشجار المناسبة والأماكن الصالح غرسها فيها، وتوضيح الضرر المتوقع منها إذا ما غرست في موقع لا يصلح، أيضا الإرشاد للوسائل الأفضل لتنمو وتبقى، كما أتمنى أن تستفيد الوزارة من الروابط الخضراء وخبرات المتطوعين المهتمين وهم كثر ليكونوا عونا لها فهم يستطيعون الوصول وإرسال الرسائل الإيجابية لشريحة أكبر مما تصله الرسائل الرسمية.

إنشرها