Author

انقطاع واتساب .. الدرس لبيئة الأعمال

|

أستاذ الطاقة الكهربائية ـ جامعة الملك سعود

[email protected]

يعد تطبيق واتساب WhatsApp من المنصات الرقمية الأمريكية الشهيرة التي لاقت نجاحا منقطع النظير على مستوى الأفراد والمؤسسات في معظم دول العالم ومنها المملكة. ويعد تطبيق المراسلة الأكثر شهرة مع أكثر من ملياري مستخدم نشط في العالم. يقدم التطبيق خدمات متعددة مثل خدمة الرسائل وإرسال الصوت والصور وصولا إلى إجراء المكالمات الصوتية والمرئية، وتمت الإشارة في مقال سابق كيف أن شركة فيسبوك استولت على التطبيق وأصبح يتبع مجموعتها، إضافة إلى تطبيقات إنستجرام وماسنجر، وما فتئت المعارك دائرة مع السناب شات للاستيلاء عليها.
كان لدى "واتساب" 450 مليون مستخدم و55 موظفا فقط عندما بيع التطبيق إلى فيسبوك الذي استفاد من هذا العدد الكبير من المستخدمين. ولأن تشغيل تطبيق واتساب على أجهزة الحواسب الشخصية أصبح ممكنا، فقد توسع وانتشر استخدام التطبيق على مدى واسع يغطي مجالات العمل وريادة الأعمال.
وهذا ما لوحظ حول إصدار "واتساب" تطبيق أعمال "واتساب بيزنس" في بداية 2018 لإعطاء الشركات فرصة التواصل مع العملاء والشركات الأخرى. انقطعت خدمة فيسبوك وواتساب وإنستجرام وماسنجر يوم الإثنين الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) وأحدثت ضجة كبرى وصل مداها إلى قنوات الأخبار العالمية وخرج مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي ليعتذر إلى العملاء عن هذا الانقطاع الذي دام ست ساعات وكلف سبعة مليارات دولار بسبب توقف الإعلانات التجارية بصورة خاصة وانخفاض سهم "فيسبوك" إضافة إلى تهكم "تويتر" على الحدث ودعوة عملاء "فيسبوك" للانضمام إلى "تويتر" وكذلك فعل تطبيق سيجنال، ولعل هذا يعد نوعا من استغلال الفرص والتنافس بين البرامج والتطبيقات الرقمية.
وبالفعل انضم عدد من المشتركين إلى تيليجرام. ومع تعطل تطبيق واتساب توقفت أيضا المكالمات والرسائل وطلبات خدمة العملاء التي تعتمد عليها بعض الشركات كثيرا. والحديث هنا ليس في مجال البحث عن أسباب العطل الإلكتروني والتأهب الأمني في الولايات المتحدة والسجال السياسي والتجاذبات التجارية بين "تويتر" و"سيجنال" وغيرهما ضد "فيسبوك".
لقد لوحظ أنه عند تعطل "فيسبوك" و"واتساب"، حدث فراغ اجتماعي على المستوى المحلي، حتى إن البعض اتجه إلى ممارسة هواية التواصل أو مشاركة الصور والفيديوهات من خلال برامج وتطبيقات أخرى بينما أوقع الشركات والمحال في حالة شلل تام.
ومن حسن الحظ أن الانقطاع جاء مساء بتوقيت المملكة مع مغيب أغلب الأعمال، ولو أن بعض المحال بقيت في حالة ركود مع احتمال تحولها إلى تطبيقات أخرى مثل تيليجرم لإكمال عملها. ماذا يحدث لو دام الانقطاع لأكثر من ست ساعات؟ بل ماذا يحدث لو توقف التطبيق نهائيا لأي سبب؟ دعونا ننطلق إلى مظلة أكبر من العصف الذهني من توقف برامج التواصل الاجتماعي.
إننا نعتقد أن البشرية ستتهيأ تلقائيا إلى العصر الجديد والانتقال من بيئة إلى أخرى، كما حدث مع جائحة كورونا عندنا تكيفنا مع ضوابط الجائحة وتغير الحياة، وهذا وارد على أي حال عند توقف تطبيق واتساب في حياتنا.
لكن يظل التساؤل قائما حول حجم الخسائر في بيئة الأعمال فيما لو طالت مدة الانقطاع، حيث سيمنى العملاء والشركات بخسائر لكونها قد اعتادت على التواصل من خلال هذه القناة. وفي حالة التوقف جزئيا أو كليا ستتوقف دورة العمل وهذا يستوجب على المنظمات المحلية مراجعة إدارة التواصل والبحث عن خطة طوارئ. لقد كان الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) بمنزلة تحذير عالمي عن تلك المخاطر التي قد تنجم من تكدس شريان الحياة وسبل عيش ملايين الأشخاص وعمل الشركات في عملاق واحد يكون عرضة للشلل والتوقف.
إنشرها