حتمية مضاعفة جهود إنتاج اللقاحات «2 من 2»

حددت منظمة الصحة العالمية أهدافا كحد أدنى لتغطية اللقاحات في كل دولة ــ 10 في المائة على الأقل من السكان بنهاية أيلول (سبتمبر) 2021، و40 في المائة بحلول نهاية 2021، و70 في المائة بحلول نهاية حزيران (يونيو) 2022 ــ لن يتمكن نظام تخصيص اللقاحات الحالي من تلبيتها. في هذه اللحظة التي تنطوي على مخاطر عالمية كبرى، ينبغي لحكومات الدول المنتجة للقاحات أن تتخذ الخطوات التالية:
أولا، عندما تجتمع الحكومات هذا الأسبوع في قمة اللقاحات التي يعقدها بايدن، ينبغي لها أن تعكف على رسم المسار إلى تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية في جميع الدول، بما في ذلك التغطية العالمية بنسبة 40 في المائة بحلول نهاية هذا العام. ويجب أن يتعاون منتجو اللقاحات بشكل كامل من خلال الكشف عن كل الطلبات القائمة والأسعار على دفاترها، حتى تتمكن الأمم المتحدة والحكومات من إعطاء الأولوية للدول التي تنقصها الخدمة.
ثانيا، يتعين على منظمة الأمم المتحدة، بالاستعانة بالدعم الكامل من جانب الحكومات والشركات، أن تعمل على وضع جداول زمنية لتسليم اللقاحات لكل دولة منخفضة الدخل بما يتماشى مع أهداف منظمة الصحة العالمية. ويجب أن تعمل منظمة الصحة العالمية ومرفق كوفاكس، وهيئات الأمم المتحدة الأخرى مثل اليونيسف، مع الدول المتلقية لمضاعفة الجهود في إطار أنظمة نشر "الميل الأخير" لوصول جرعات اللقاحات.
ثالثا، يجب استخدام تخصيص حقوق السحب الخاصة الأخير بقيمة 650 مليار دولار، الذي وافق عليه صندوق النقد الدولي للتو، لضمان عدم تسبب قيود التمويل القصيرة الأجل في وضع أي عقبات أمام توفير اللقاحات.
رابعا، يجب أن توافق حكومات الدول المنتجة للقاحات، بما يتماشى مع الاتفاقيات التجارية بشأن الصحة العامة، على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية وتعزيز تبادل التكنولوجيا من أجل زيادة الإنتاج العالمي من اللقاحات. من الأهمية بمكان أيضا دعم اللقاحات الواعدة التي لا تزال في مرحلة التجارب السريرية من خلال التمويل الرسمي للإنتاج السريع والنشر بمجرد الحصول على الموافقات التنظيمية.
أخيرا، يتعين على الحكومات في كل الدول أن توضح لعامة الناس أن اللقاحات ليست فعالة في حد ذاتها بالقدر الكافي لـمنع انتقال فيروس كورونا عبر الأنشطة المجتمعية. وتظل الحاجة قائمة إلى تدابير إضافية في مجال الصحة العامة ــ بما في ذلك أقنعة الوجه، والتباعد البدني، وتتبع المخالطين، وفرض القيود على التجمعات في الأماكن المغلقة.
الخلاصة هي أننا يجب أن نتعامل مع تغطية اللقاحات الشاملة على أنها منفعة عامة عالمية مطلوبة بشدة، وليس باعتبارها نتيجة نهائية لقوى السوق. ومن الممكن أن توفر قمة اللقاحات التي عقدها بايدن أخيرا الاختراق الحيوي الذي نحتاج إليه، من خلال تمكين الأمم المتحدة من توفير جرعات اللقاح والتمويل الذي تحتاج إليه لضمان تحصين الجميع.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2021

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي