Author

بعض التغيرات في إحصاءات سوق العمل

|
أحسنت الهيئة العامة للإحصاء صنعا في إجراء مسوح دورية ترصد التغيرات في القوى العاملة، وكان آخرها للربع الأول من عام 2021، وذلك استشعارا بأهمية إحصاءات سوق العمل من جهة، وسلبية البطالة على المجتمع من جهة أخرى.
وتشير إحصاءات القوى العاملة للربع الأول عام 2021، إلى أن معدل البطالة للسعوديين (ذكورا وإناثا) انخفض إلى 11.7 مقارنة بنحو 12.6 في المائة في الربع الرابع من عام 2020. وإلى جانب ذلك فمن أبرز التغيرات اللافتة عند استعراض بيانات مسح القوى العاملة الأخير ما يلي:
بلغ معدل البطالة للسعوديين الذكور 7.2 في المائة مقارنة بثلاثة أضعاف ذلك للسعوديات، أي: نحو 21.2 في المائة. ورغم ذلك، فإن هناك إنجازا كبيرا لمصلحة الإناث، إذ انخفض معدل البطالة من 33.1 في المائة عام 2017، وذلك نتيجة توسيع فرص التوظيف للإناث في قطاعات كثيرة شملت القطاعات الأمنية وكثيرا من القطاعات الأخرى. لكن الذكور لم يكن لهم الحظ نفسه، فلم يشهد المعدل تغييرا يذكر منذ 2017، بل شهد بعض الارتفاعات في بعض الأعوام إلى أكثر من 8 في المائة.
عند مقارنة المناطق الإدارية، تسجل تبوك أعلى المعدلات بنحو 17 في المائة، وتليها الجوف (15.5) ثم جازان (13.4)، في حين تنخفض في بعض المناطق إلى ما دون معدل البطالة لإجمالي القوى العاملة السعودية، مثل الحدود الشمالية (8.4 في المائة)، ثم المنطقة الشرقية والرياض بنحو 10 في المائة لكل منهما.
وبالنسبة لخصائص المتعطلين، يرتفع معدل البطالة بين حملة البكالوريوس، خاصة بين الإناث. ويتركز المتعطلون الذكور في الفئات من 20 - 29 عاما، في حين يتركز المتعطلات في الفئة من 25 - 34 عاما. كما تتركز نسب كبيرة من المتعطلين في تخصصات الأعمال والإدارة والقانون (27 في المائة)، ثم التعليم (26 في المائة)، فالفنون والعلوم الإنسانية (16 في المائة)، ثم العلوم الطبيعية والرياضيات والفيزياء (8 في المائة).
من الأمور المبهجة أن الأغلبية الساحقة من المتعطلين لديهم رغبة في العمل في القطاع الخاص، وهذا يحقق أهداف رؤية 2030، بأن يكون القطاع الخاص هو الموظف الأساس للقوى العاملة، وبناء عليه ارتفعت نسبة السعوديين في القطاع الخاص عموما. وارتفعت نسبة الذكور إلى 38 في المائة من إجمالي الذكور السعوديين في قوة العمل، وقفزت نسبة السعوديات في القطاع الخاص إلى نحو 60 في المائة من إجمالي قوة العمل النسائية السعودية.
ومن اللافت للنظر انخفاض معدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السعوديين (ذكورا وإناثا) إلى 49.5 في المائة مقارنة بنحو 51.2 في المائة في الربع السابق، لكن لا تزال أعلى من معدلات ما قبل جائحة كورونا. ونتيجة لذلك انخفض معدل مشاركة السعوديين الذكور إلى 66.2 في المائة مقارنة بنحو 68.5 في المائة في الربع السابق. كما انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة بين السعوديات إلى 32.3 في المائة مقارنة بنحو 33.2 في المائة في الربع السابق. وهنا يبرز التساؤل حول أسباب انخفاض معدلات المشاركة، فهل هذا الانخفاض في معدلات المشاركة يفسر انخفاض معدل البطالة؟
أخيرا، رغم التحسن في تنظيم سوق العمل، فإن بيئة العمل في بعض منشآت القطاع الخاص في حاجة إلى تحسين، وكذلك الرواتب. فنتائج المسح تشير إلى أن متوسط الأجر الشهري 11176 ريالا للذكور ونحو 8522 ريالا للإناث، ما يعني أن الأغلبية لا تصل أجورهم إلى هذا المتوسط.
إنشرها