حلول مبتكرة لتعزيز الشمول «1من 3»

خلال عام 1990، أعربت الحكومة الهندية عن عزمها تخصيص بعض الوظائف الحكومية للمواطنين في الطبقات الدنيا، ما أدى إلى احتجاجات طلابية وأعمال عنف واسعة النطاق، بما في ذلك عدد من حالات الانتحار. ووسط حالة من الهدوء النسبي داخل إحدى قاعات الدراسة، أشارت روهيني باندي الطالبة في العام الثاني في قسم الاقتصاد في جامعة دلهي إلى أن حصول المواطنين على الوظائف ينبغي أن يكون بدافع الجدارة وليس عن طريق معاملة خاصة. وبعد مرور عامين، مرت بتجربة جديدة أدت إلى تحول في موقفها. فبعد أن كانت من الصفوة المميزة في الهند، وجدت نفسها دخيلة في جامعة أكسفورد رغم انضمامها إليها من خلال منحة رودس المرموقة.
وتقول روهيني باندي "كان هناك تمييز طبقي بين القادمين من الولايات المتحدة والقادمين من آسيا وإفريقيا. فطلاب المنحة القادمون من الدول الأكثر فقرا جاءوا إلى أكسفورد للحصول على تعليم متميز لم يكن متاحا لهم في دولهم الأم، بينما كان الأمر بالنسبة لعديد من طلاب المنحة الأمريكيين بمنزلة إجازة لمدة عامين قبل العودة إلى جامعاتهم الأمريكية المرموقة". وقد دفعها هذا الميزان المختل إلى التفكير بشكل أعمق في العدالة، ولا سيما أنها قد أصبحت ترى الآن المحنة التي تعيشها الطبقات الدنيا في الهند من منظور الضرر الذي وقع عليها هي نفسها.
وتقول "على غرار عديدين ولدوا ضمن الفئة المحظوظة، استغرقت وقتا طويلا لأدرك معنى الحظ والامتيازات". وقد استمر تأثير هذه التجربة طوال حياتها المهنية، حيث سعت إلى فهم دور المؤسسات في حياة الشعوب.
وباندي "49 عاما" من "أكثر الاقتصاديين تأثيرا في مجال التنمية بين جيلها"، حسب الرابطة الاقتصادية الأمريكية، وقدمت مساهمات غير مسبوقة في مجالات الاقتصاد السياسي والتنمية الدولية واقتصادات النوع الاجتماعي ومكافحة الفساد وجهود التصدي لتغير المناخ.
وتقول شاريتي تروير مور، مدير البحوث الاقتصادية لجنوب آسيا في جامعة ييل، "يعكس عملها إصرارا ليس على بحث الحلول الفعالة في تحسين حياة الفقراء فحسب، بل بحث أسباب هذا النجاح وكيفية الاستفادة منه في تصميم المؤسسات وتشكيل نظرتنا للعالم".
وفي عام 2019 تم تعيين باندي أستاذ كرسي هنري جون هاينز الثاني في قسم الاقتصاد في جامعة ييل ومدير مركز النمو الاقتصادي. وقضت 13 عاما الماضية أستاذا أول في كلية كينيدي في جامعة هارفارد، حيث شاركت في إطلاق برنامج "الشواهد من أجل تصميم السياسات" الذي يعمل مع حكومات الاقتصادات النامية بغرض التصدي للمشكلات التي تواجه السياسات. وفازت باندي بجائزة كارولين شو بيل تقديرا لجهودها في تعزيز وضع المرأة في مجال الاقتصاد.
ويقول داني رودريك، الزميل السابق لباندي والأستاذ في جامعة هارفارد، "تعلمت كثيرا من روهيني على مر الأعوام. فمنهجها الإنمائي دائما ما تغلب عليه فكرة أن تأخر النمو والعوز هما نتاج للسياسات المطبقة وليس النظام الاقتصادي فحسب"... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي