Author

تأثير الحرارة في الأدوية

|
يعمد كثير من الناس إلى الاحتفاظ بالأدوية طيلة فترة صلاحيتها، ولكن يغفل البعض عن خطورة الإهمال في أماكن حفظها، لأن الأدوية تختلف في ظروف تخزينها على ضوء مكوناتها الكيماوية، وعلى طبيعة صيغها الصيدلانية، ما بين أقراص وكبسولات أو شراب أو حقن أو مراهم وغير ذلك. وعلى الرغم من أن ظروف التخزين يجب أن يشار إليها نظاما من الجهة الصانعة، وذلك في النشرة الداخلية للدواء، إلا أن بعض المرضى لا يولي ذلك أي اهتمام يذكر. ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، فإنه يجب أخذ التدابير والاحتياطات اللازمة للحفاظ على جودة ومأمونية الأدوية، وذلك بالحرص على حفظها وفق التعليمات، لأن الحرارة تؤدي إلى تغير كبير في الخصائص الدوائية من ناحية التركيب الكيماوي، وبالتالي التأثير في فاعلية الدواء أو تحوله إلى مادة ضارة بالجسم. كما يلاحظ أيضا ومع كثرة السفر في الصيف أن البعض يعمد إلى جعل الأدوية مع أمتعة السفر التي قد توضع في أماكن حارة، ولذا ينبغي أيضا أخذ الحيطة والحذر وعدم وضعها مع الأمتعة بحال من الأحوال. ويؤكد علماء الصيدلة ضرورة أن يحتفظ بالدواء في مغلفة أو عبوته الأصلية بعيدا عن أشعة الشمس وعن أي حرارة أو رطوبة، كما أن وضع الأدوية في أرفف المطابخ أو دورات المياه لا يعد أسلوبا مناسبا للحفاظ على فاعلية الدواء، لأن نسبة الرطوبة قد تكون عالية، بينما تعد حرارة 25 درجة مئوية مناسبة لبعض الأدوية ما لم تكن هناك متطلبات خاصة لحفظ الدواء. وعلى الرغم من أن بعض التغيرات في الدواء لا تكون ظاهرة للعيان سواء من حيث اللون أو الرائحة أو الطعم أو القوام، إلا أنه يجب على المستهلك أن يتجنب استخدام الدواء إذا ما لاحظ أن هناك تغيرا في لون الأقراص أو الكبسولات أو الأشربة أو في قوام الدواء، أيا كان من حيث الصلابة أو الليونة أو الشكل، كما أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى الخطورة البالغة لترك الدواء داخل السيارة ولو لمدة قصيرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، حيث تشير الدراسات إلى أن درجة الحرارة داخل مقصورة السيارة ترتفع بعد 20 دقيقة، لتصبح 31 درجة مئوية وتقفز، لتصل إلى 47 درجة مئوية بعد 40 دقيقة فقط.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها