رؤية الشغف

"كان لدينا مشكلة إسكان عمرها 20 سنة لم نستطع حلها"، "مركز الدولة ضعيف والوزارات متفرقة"، "عندما تأتي للسلطة التنفيذية تجد مركز الدولة غير موجود"، "كان عام 2015 صعبا للغاية، ولديك 80 في المائة من الوزراء غير أكفاء". هذه العبارات المملوءة وضوحا وشفافية، جزء من الحديث الصادق الذي أدلي به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، عن رؤية 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي.
كان حديث ولي العهد مبضعا حادا على جراحات ظلت تنزف بالمقدرات والقدرات لأعوام، ومن جهة أخرى بلسما ممزوجا بالتحديات، وأحدها الضريبة، وبصراحة قال "هذا بلا شك إجراء مؤلم للغاية"، لكن القيادة تحتاج إلى حزم تجلى في اتخاذ قرارات صعبة، لأن الألم يذوب مع التقادم، وكما قال الأمير محمد بن سلمان، "واجبي أن أبني له مستقبلا طويل الأمد.. ولا أرضيه ثلاث أربع سنوات".
كنت أسمع عن الشغف، لكني لم أره بجلاء إلا في حديث ولي العهد، فعلاوة على حجم الأرقام وكمية الإحصائيات والبيانات والمباشرة في أمور حساسة للغاية، إلا أنه ثمة طرح ثمين وعميق أوجزه في كلمة واحدة، "أن تكون هذه قضيته الشخصية". إن شغف الرؤية يعني رؤية الشغف، واكتناز الحماس، وامتلاك الرغبة في الدفع نحو الإنجاز، وإذا كانت هذه "رؤية الرؤية"، فإن أمامنا تحديات ومصاعب من السهولة تجاوزها بنجاح واقتدار عندما تختلط بقناعة "أن المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية، وأنه من دون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي