Author

نفسيات في رمضان

|

لست من الأشخاص الذين يخرجون قبل وقت الفطور في رمضان، لكن الأسبوع الماضي اضطرني ظرف ما إلى أن أخرج عند الساعة الرابعة عصرا، كانت الشوارع إلى حد ما غير مزدحمة والأمور هادئة، في طريق العودة لمنزلي عند الساعة 5:45 أي قبل أذان المغرب بنحو 40 دقيقة كانت الأوضاع مخيفة وكأن الناس قد فقدوا عقولهم، شعرت أنني وسط مشاهد لفيلم أكشن ومطاردات عنيفة، الكل كان يركز على نقطة الوصول بغض النظر عن كل ما حوله، تلك الدقائق التي تجري سراعا قبل الإفطار تشكل خطرا كبيرا على الناس في الشوارع سواء المشاة أو قائدي المركبات، حالة الهيجان الانفعالي التي تصيب من هم خارج منازلهم في ذلك التوقيت تحتاج إلى توعية إعلامية وربما دراسة نفسية.


من المشاهد التي رأيتها، عامل أراد أن يقطع الشارع فكاد سائق متهور أن يدهسه فأشار العامل بيده بغضب وكأنه يقول "وين عيونك أنت صاحي" ومن مرآة السيارة الأمامية رأيت السائق يعود أدراجه للخلف بسيارته ليتفاهم معه ويبدو أن تلك الحركة استفزت غضبه ولا أدري ما حدث لهما، أمام أحد المحال التجارية المتخصصة بالفول كان الازدحام المروري على أشده ولأن نافذة السيارة مفتوحة فكنت أسمع الأصوات الغاضبة والمتذمرة لأن العبور وسط كل "الحوسة" في تلك اللحظة يتطلب حذرا شديدا من السائق، أما قاصمة الظهر، فكان شاب متهور يقود جيبا ضخما كاد أن يردينا لولا لطف الله تعالى، فحين أوشكنا على الدخول لشارع يتطلب الالتفاف انطلق بسرعة الرمح وكاد أن "يشطفنا" شطفة لولا رحمة الله لأهلكتنا، حين وصلت لمنزلي أقسمت أيمانا مغلظة ألا أخرج قبل صلاة المغرب إلا للشديد القوي، فكل الأمور يمكن تأجيلها إلا التهاون في الأرواح.


حالة الهيجان الانفعالي قبل أذان المغرب في رمضان يجب أن تتم دراستها بشكل اجتماعي ونفسي ومروري ووضع ضوابط صارمة لها، فما يحدث خلالها من مؤشرات يدلنا على وجود نتائج خطيرة قد تحدث خلالها.

أحد الأطباء أشار إلى أن نقص السكر في الدم قبل الإفطار يسبب العصبية والانفعال كما أن الجوع وخلو المعدة من الأكل يحدث تقلصات تؤدي إلى عدم الراحة ما يزيد التوتر والهيجان.


وخزة
إن لم يكن هناك سبب قوي يدفعك للخروج قبل الإفطار، فالأفضل لك أن تسترخي وتستثمر وقتك بالدعاء بدل أن تغامر بروحك وأرواح الآخرين.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها