رمضان دون هدر

يحل علينا اليوم شهر الخير، الذي يأتي بروحانية مليئة بالإيمان والدعاء وتصاحبه الطقوس الممتعة، وعلى رأسها سفرة الطعام في الإفطار والسحور، التي لها أجواء خاصة ومذاق مختلف، إلا أن بعض السلوكيات السلبية تعكر صفو الشهر الكريم.
وفق تقرير صادر عن وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن الهدر الغذائي في السعودية يقدر بقيمة 40 مليار ريال سنويا، وهذا يعادل أربعة ملايين وستة وستين ألف طن! هذه الأرقام مؤلمة، وفي الوقت نفسه تتطلب التوقف عندها بجدية. إن العبث بالنعمة يشكل مصدر خطر للأمن الغذائي، وأيضا يعكس صورة سلبية عن بلادنا في ظل وجود بلدان تعاني الجوع والحاجة.
هذه السلوكيات تحتاج إلى تشريع من قبل الجهات المعنية، فإذا لم تنفع الرسائل التوعوية والحملات الإرشادية التي نسمع بها منذ عقود، فقد حان وجود وسائل رقابية تغرم وتجرم هذه الممارسات. ولائم "الهياط" في المناسبات والأفراح التي تبحث عن الفلاشات ودعوات مشاهير الاستغلال، أحد أهم مصادر الهدر الغذائي، وأيضا سلوكيات الشراء التي لا تعترف إلا بالكراتين، وفق مبدأ "الزود ولا النقص"! وكذلك ما يحدث في المطاعم آخر الليل وقت التنظيف. كل هذا يحدث في ظل وجود مئات من جمعيات حفظ النعمة التي لا تتطلب إلا اتصالا للحضور.
بالمختصر، من قرأ أو سمع قصص وحكايات أجدادنا مع الكد والتعب وفترات من الجوع، سيعرف جيدا بأن الغرامات على المسرفين لا تكفي وحدها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي