default Author

ماذا لو ؟

|
منذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو في صراع دائم للتغلب على الطبيعة من حوله، عكس جميع الكائنات الأخرى التي زامنت وجوده على الأرض، مكنه من اكتشاف كثير من الأمور التي سهلت حياته، وكانت البداية بضرب الصخور على الأرض لصناعة الأدوات الحجرية الحادة، لتمكنه من التغلب على أعدائه واصطياد فرائسه، وكان لا بد لهذه الفريسة أن تطهى، فاكتشف النار وتحكم في قوتها واستمر حلم الإنسان للتفوق على الطبيعة إلى يومنا هذا، وكما غيرت قطعت حجر حياة الإنسان القديم، هناك اختراعات حديثة نسبيا قلبت الحياة رأسا على عقب ولا نستطيع العيش بدونها، لأن كل شيء عشناه وعرفناه سيتوقف، أولها المسمار ذلك الشيء التافه الذي قد لا تلقي له بالا ولكنه في الحقيقة يمثل تاريخا كاملا، ومنذ اختراعه إلى اليوم لا نستطع الاستغناء عنه بشتى أشكاله، بل الفضل يعود له في بقاء البشر إلى اليوم، فقد ثبت نبي الله نوح السفينة التي حملت أجدادنا الناجين إلى بر الأمان، انظر كم مسمارا حولك الآن؟!
لتأتي الكهرباء ذلك التيار السحري الملتف حولك دون أن تراه لكن أثره مطبوع في كل مكان، جرب فقدان التيار الكهربائي في ليلة صيف قائظ حينها ستدرك فضل من سبقوك، من اكتشاف حجر الكهرمان وقوته إلى الصدمات التي يحدثها السمك الرعاش وقاد لاكتشاف الكهرباء، بدونه لا نور ولا برودة ولا وسائل اتصال أو تواصل أو ترفيه ولا ضخ لمياه ولا عمل لمحركات ستعود الحياة إلى السكون لن تسمع سوى صوت أنفاسك!
بعد أن كان كل ما نملكه من النور مقصورا على الضوء الطبيعي يصحو البشر مع بزوغه وينامون حين يختفي جاء المصباح الكهربائي ليحول الليل إلى نهار، ويسمح أن يستمر نشاط الإنسان إلى الليل وتغير أسلوب النوم ومدته ومنحنا مزيدا من الوقت لننجز أعمالنا ونعمر الأرض!
وإذا كان نشاط البشر مرتبطا بنور النهار على اليابسة، فإن الليل ونجومه كانت وسيلتهم لمعرفة طريقهم في رحلاتهم الطويلة عبر البحار إلى أن ظهرت البوصلة التي مكنت البحارة من السير خلال النهار والليالي الغائمة، ما عزز التجارة وأسهم في نقل المعرفة والاكتشافات!
ويعود الفضل الأول في ربط العالم وجعله قرية صغيرة للهاتف، قبل اختراع شبكة الإنترنت فكان الصوت العابر عبر القارات، الذي أحدث ثورة في قطاع المال والأعمال والاتصالات ويعود الفضل في اختراعه إلى "جراهام بل" الذي ألهمه الصم وزيارته المتكررة لوالدته المعاقة سمعيا فكرة اختراع الهاتف!
إنشرها