أفكار مجنونة
في مناسبة جمعتني مع مجموعة من الفتيات ألقيت عليهن سؤالا وطلبت من كل واحدة اقتراح فكرة غريبة قابلة للتطبيق على أرض الواقع، سواء كمشروع تجاري أو تعالج مشكلة معينة وتسهم في وضع علاج لها، بشرط ألا تكون مستهلكة مثل محال اللقيمات وورق العنب التي امتلأت بها شوارعنا التجارية. قالت الأولى "في هذا الزمن نفتقد من يستمع إلينا بصبر واحتواء حين نمر بضغوط كبيرة، لذا نحتاج إلى أن نفضفض دون أن نشعر بأننا حمل ثقيل على الطرف الآخر أو نسرقه من أسرته وأوقات راحته، لذلك أقترح فكرة محال بعنوان (فضفضة)، وهي مختصة بالأشخاص الذين يعانون ضغوط وقتية وكمية غضب هائلة، فهؤلاء عبارة عن قنابل موقوتة، خصوصا إن كانوا في مرحلة المراهقة والشباب، فبدلا من تفريع هذا الضغط بالتفحيط أو الحوادث أو الشجار مع الأهل، يتجه مباشرة إلى محل (فضفضة) حيث يكون هناك أشخاص مختصون مهنتهم تفريغ هذه المشاعر السلبية من خلال جدول مدروس بعناية خطوة بخطوة، كالإنصات باهتمام والتهوين من المشكلة وتهدئة المشاعر وممارسة بعض الألعاب المفرغة للغضب، ثم الغمر بالماء البارد ثم تمارين الاسترخاء والتنفس العميق وتمارين التأمل، بحيث لا يخرج الشخص من هذا المحل، إلا وقد أفرغ طاقته السلبية تماما، ويكون بمقابل مادي معقول، وأتوقع أن تنجح هذه المحال نجاحا باهرا نظرا لكثرة الضغوط الوقتية العابرة التي يعانيها كثيرون، التي لا تستلزم الذهاب لطبيب نفسي أو راق شرعي أتمنى أن تنتشر فكرة هذه المحال كما انتشرت محال ورق العنب واللقيمات".
قالت الثانية، "لاحظت أن كثيرا من الأسر تعاني حين تطلب توصيل غرض ما سواء من البقالات والمطاعم أو من شركات الشحن، خصوصا حين لا يكون موجودا في المنزل أطفال أو شباب يستلمون الطلب، لذلك أقترح أن يتم عمل فتحة متحركة في الباب الخارجي تكون بحدود نصف متر في نصف متر، أو بحسب ما يقدره صاحب الفيلا أو الشقة بحيث يمكن إدخال الطلب من خلاله ويكون القفل أو المزلاج من الداخل حتى يتم قفله بعد تسلم الطلب".
قالت الثالثة، "كثير من الناس تتورم أقدامهم من كثرة (اللف والمشي) في الأسواق والأماكن العامة ولذلك يحتاجون إلى مساج لأقدامهم ليشعروا بالراحة. فكرتي تكمن في عربات متنقلة يتمكن من خلالها صاحب العربة من توفير كرسي مساج للظهر والأقدام مع تقديم الاحترازات الصحية للزبون، كتوفير القفازات البلاستيكية للأيدي والأقدام وتطهير أدوات المساج كل مرة".
وخزة
استمعوا إلى أفكار هذا الجيل سيكون الأمر مدهشا وماتعا وجنونيا أحيانا.