default Author

فضائح الأغذية

|
الغذاء هو إحدى الركائز الأساسية للعيش على الكرة الأرضية لارتباطه الوثيق بصحة البشر والاقتصاد العالمي، إذ إن حجم السوق العالمية للتجارة في الأغذية قد تخطى ثمانية تريليونات دولار عالميا، ما يجعله مجالا خصبا للغش والتحايل.
هناك حوادث عالمية "فضائحية"، شاهدة على قوة هذه السوق ومدى التلاعب بها رغم التصاقها بحياة البشر، من أشهرها حادثة ميناماتا في اليابان التي ظهرت لأول مرة عام 1956، وذهب ضحيتها أكثر من 700 شخص توفوا أو أصيبوا بإعاقة نتيجة تناول أسماك ملوثة بميثيل الزئبق، المنبعثة من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، ونظم التدفئة السكنية، ومحارق النفايات، وعمليات التعدين. وبمجرد وجوده في البيئة، يتحول عنصر الزئبق بشكل طبيعي إلى ميثيل الزئبق، الذي يتراكم بيولوجيا في الأسماك والمحار، وعند تناوله يسمم البدن، خصوصا الجهاز العصبي. ونتج عن هذه الكارثة عقد اتفاقية ميناماتا لحماية صحة الإنسان والبيئة من الانبعاثات البشرية للزئبق.
وفي عام 1971 قامت كل من الولايات المتحدة والمكسيك بتصدير حبوب معالجة بمادة "ميثيل الزئبق" إلى العراق، ما تسبب في إحداث واحدة من أكبر الكوارث الغذائية في العالم أسفرت عن مصرع 650 شخصا وفقا للتقديرات الرسمية، لكن هناك تقديرات غير رسمية تؤكد وفاة ضعف هذا العدد.
وبين عامي 1946 و1953 تعاونت هيئة الطاقة الذرية الأمريكية مع إحدى أشهر الشركات المنتجة لحبوب الشوفان في مشروع سبب فضيحة إنسانية حينذاك، يهدف إلى إطعام الأطفال المعوقين حبوب شوفان مشعة ودراسة آثارها فيهم، ورفع عديد من المتضررين دعاوى قضائية ضد الجهات المتورطة، واستمرت المنازعات القضائية المتعلقة بالفضيحة حتى عام 1998 حيث أصرت الشركة على أن نسبة الإشعاع بالحبوب لم تتجاوز الحدود العادية التي يتعرض لها الشخص سنويا. لكنها دفعت ما مقداره 1،85 مليون دولار للأطفال المتضررين كجزء من تسوية خارج المحكمة.
وفي عام 2004 ثارت ضجة حول مياه دساني المعدنية، وهي إحدى علامات كوكاكولا حين اكتشف مستخدموها أنها لا تحتوي على أي مياه معدنية جوفية، بل ماء عادي من الصنبور معقم.
وقبل عدة أعوام اضطرت شركة ماك دونالدز لدفع عشرة ملايين دولار للجماعات الهندوسية في الهند لقيام الشركة بتغطية شرائح البطاطس بالسمن البقري لتعزيز النكهة، ما سبب صدمة للنباتيين والجماعات الدينية الهندية.
ووجبات سلسلة مطاعم تاكو بيل التي واجهت هجوما عنيفا بسبب شكاوى العملاء بأن نسبة اللحوم في وجباتها لا تتجاوز 35 في المائة، لتعترف بعدها أن نسبة اللحم 88 في المائة والباقي مواد غير ضارة مثل الشوفان.
إنشرها