فتش عن القناعة

كما هو معروف فإن العادات التي تختلف كثيرا عن القيم، تشكل نموذجا لتركيبة المجتمع من جميع النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتنشأ في ظروف زمانية ومكانية معينة. وهنا مكمن التساؤل كون كثير من العادات ارتبطت في وقت محدد ودون تردد انتقلت إلى الأجيال التي تليها دون المرور في معمل التغيير.
مما لا شك فيه أن بعض العادات قد تبقى مع الزمن التي لها صلة بالصفات الحميدة، وهو أمر محمود، ومطلوب في الوقت نفسه زرعها في مختلف الأجيال. لكن ما يؤسف عليه هو نقل عادات ظهرت في زمن معين ولغرض مقصود وربما في موقع جغرافي محدد.
لقد أسهم الانفتاح الذي حصل بعد "رؤية 2030" وأيضا عودة المبتعثين من الخارج الذين قد يتجاوز عددهم أكثر من نصف مليون مبتعث منذ بداية برنامج الابتعاث في عام 2005. نسبة المتعلمين ارتفعت مقارنة بالعقود الماضية وطبيعة ونمط الحياة تغير كثيرا، ومن الطبيعي أن تجد فئة كبيرة من المجتمع ترفض بعض تلك العادات التي تجاوزها الزمن. والسؤال الذي يقلق البعض هو في كيفية الصمود أمام تلك العادات البالية رغم قناعات البعض بأهمية زوالها، ولكن الخوف والحذر من ردة فعل بعض أفراد المجتمع السلبية تقف حائلا دون ذلك.
في الحقيقة أن أسوأ ما في الحياة هو أن يعيش الإنسان في دوامة المجاملة والبحث عن رضاء الناس دون تمرير القناعات الداخلية على أرض الواقع، وهو ما يساعد على كثرة وجود الأقنعة في شخصيات الناس والتمثيل من أجل كسب ردة فعل بعض المجتمع. بالمختصر ما أجمل أن يعيش الإنسان كما هو وبقناعاته دون الحاجة إلى مساحيق التبرير التي تزول في أي لحظة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي