default Author

استعادة الحضارات

|
في حديث ولي العهد في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار تحدث وبشغف عما ستؤول إليه المدن السعودية واختيار الرياض ونيوم كبداية، للمزايا التي تتمتع بها المدينتان ومن قبلهما لفت ولي العهد أنظار العالم إلى مدينة العلا، وكأنه بذلك يفتح بوابة التاريخ ليعيد الضوء والمجد إلى مدننا ويؤكد أن أرض المملكة لم تكن طارئة على التاريخ، لكنها مهد لحضارات إنسانية زاخرة توجت بحضارة الإسلام العظيمة والآثار التي وجدت على أرضها شاهدة على وجود حضارات قامت على أرضها منذ العصر الحجري القديم "مليون عام قبل الميلاد"، وعصور ما قبل التاريخ حتى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مرورا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز.
وتؤكد الاكتشافات الأثرية وجود مستوطنات العصر الحجري القديم في الجزيرة العربية منذ مليون عام قبل الميلاد، التي لم تقتصر على منطقة بعينها في المملكة، بل كانت في معظم أنحاء المملكة، حيث تم اكتشاف عديد من المواقع، تعود إلى العصر الحجري والعصر الحجري الوسيط "50000 عام قبل الميلاد" منها الشويحطية شمال المملكة وبئر حما في نجران وواحة "يبرين" الطبيعية التي يرجع تاريخها إلى العصر الموستيري "30000 عام قبل الميلاد" وتتميز بكونها مكان انطلاقة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بقيادة الملك عبدالعزيز، حيث كانت مركز تجمع وقاعدة له ورجاله بعد خروجه من الكويت عام 1319 هجري.
واستمر استيطان الجزيرة العربية في العصر الحجري الحديث "عشرة آلاف عام قبل الميلاد"، ودليل ذلك موقع الثمامة في الرياض، حيث عثر على رؤوس سهام وأدوات تميزت باقتران غرضها الوظيفي بجوانب فنية وإبداعية.
وفي المنطقة الوسطى تم العثور على تماثيل لحيوانات عديدة تعود لـ "حضارة المقر" استأنسها الإنسان الذي عاش في هذا الموقع قبل تسعة آلاف عام ومنها الخيل والضأن والماعز والنعام، مما يطعن في النظرية التي تقول، إن استئناس الحيوانات تم قبل "5500" عام في آسيا الوسطى.
كما كانت المملكة موطنا لعديد من الحضارات التي ازدهرت داخل حدودها، ومنها حضارات مدين، وعاد، وثمود، ودلمون، إضافة إلى الممالك العربية والمدن التي نشأت على امتداد طرق القوافل التجارية، حيث تتوسط حضارات الصين والهند والحبشة وساحل الخليج العربي والبحر الأحمر والعراق والشام ومصر، ما جعلها ملتقى للحضارات.
إنشرها