default Author

الجزء المهمل في جسدك

|
سائل تنتجه خلايا فريدة من نوعها في أجسادنا لا نلقي له بالا "شمع الأذن" الذي نحاول أن نتخلص منه بشتى الطرق رغم أنه قد يكون الصندوق الأسود لأجسامنا يحمل لنا أسرارا عن صحتنا الجسدية والنفسية.
كان ولا زال محل اهتمام بعض العلماء والباحثين الذين يحاولون فك شفرته، فهو ليس مجرد سائل يحمي أذنك من الأوساخ والأتربة ويمنع دخول الملوثات إليها، بل إن لديه إمكانية لحماية جسمك من الالتهابات والعدوى. وفي الماضي كان يستخدم مرطبا للشفاه ومرهما للجروح القطعية، إلا أنهم وجدوا أن بالإمكان الاستفادة منه فيما هو أكثر من ذلك.
فمن رائحته ولونه وكميته يمكن تتبع الأمراض التي تعانيها بطرق أسرع وأسهل من أي وسيلة كشف أو تحليل أخرى، فهو يكشف لك عن تلوث الهواء حولك إذا كان لونه رماديا وعن صحتك وجسدك إذا تحول للأسود واستمر مع حكة شديدة فهو علامة على إصابتك بعدوى فطرية. وإذا صاحبه دم فأهرع إلى طبيبك فقد يكون مؤشرا على حدوث ثقب في أذنك ما يجعل أذنيك عرضة للالتهابات قد تؤدي إلى فقدان السمع إذا أهملت، ولونه الأبيض دليل على معاناتك نقصا في الفيتامينات والمعادن خصوصا النحاس والحديد، كما يكشف تحول لونه للبني الغامق عن حالتك النفسية ومعاناتك الإرهاق الشديد، أما رائحته الكريهة دلالة على إصابتك بعدوى بكتيرية.
وهذه مجرد دلالات تحتمل الخطأ في بعض الحالات. ولكن العجيب ما اكتشفه العلماء أخيرا عن أن شمع أذنك قد يكشف عن إصابتك بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتوتر من خلال قياس نسبة هرمون "الكورتيزول" فيه وهذه الطريقة أفضل من قياسه في الدم الذي يدل على مستوى إفرازه في زمن معين، أما في البول فيعطيك دلالة على نسبته خلال يوم بأكمله والكشف عنه من خلال عينات الشعر تتطلب وقتا وجهدا وعدم استقرار في النتائج عكس شمع الأذن الذي يمنحك نسبا واضحة ونتائج مستقرة فزيادة الكورتيزول فيه تقرع جرس الإنذار وتكشف عن حالتك النفسية واحتمالية إصابتك بمرض كوشينج والسمنة المتعلقة بمشكلات الأيض أو الحرق وارتفاع ضغط الدم، ونقص كمية الكورتيزول فيه يدل على إصابة الشخص بمرض أديسون وانخفاض ضغط الدم والهزال واخترعوا جهازا منزليا لقياسه من بضع قطرات من الشمع.
أما أكبر كشف علمي متعلق بشمع الأذن فهو دلالته على عمر الحيتان التي يتجمع شمع آذانها ويتراكم على مر الأعوام ولا تحاول التخلص منه مثل البشر ليكون سمكه مقياسا لأعمارها مثل دلالة الحلقات على عمر الأشجار.
إنشرها