كيفية تحقيق المساواة في التعليم «2 من 2»

يعمل البنك الدولي مع الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على تسريع العودة إلى المدارس، وإرساء القواعد لأنظمة تعليمية أفضل وأكثر قدرة على الصمود وأكثر إنصافا. ويركز دعمنا على أربعة مجالات:
أولا، علينا أن نسد الفجوة الرقمية لإتاحة الاستخدام الفعال للأدوات الإلكترونية اللازمة لتعليم مزدوج - مباشر وافتراضي -، وتقليص الفجوات الواسعة في أنظمة التعليم.
ثانيا، تحتاج الدول المعنية إلى تسريع وتيرة الاستثمار في المعلمين الأكفاء من خلال تقديم التدريب العملي لتحسين مستوى التعلم والمهارات.
ثالثا، ينبغي أن يعكس التعليم أهمية الأسرة والظروف الأسرية، ويضمن استمرارية التعلم في الفصل والمجتمع.
وأخيرا، يجب أن يدرج ذلك في السياسات الأشمل التي تستثمر في الشباب وتحميهم، بما في ذلك إجراءات التصدي للاستغلال والاعتداء والعنف الجسدي.
وتهب الدول في جميع أنحاء العالم لمواجهة هذا التحدي بانتهاج أساليب وابتكارات جديدة. فالأردن والفلبين وتركيا تصمم محتوى تلفزيونيا ورقميا جديدا وتصل به إلى مزيد من الأطفال في المنازل.
كما تستخدم رواندا الإذاعة على نطاق واسع، وكذلك لغة إشارة للوصول إلى مزيد من الطلاب. وتوفر باكستان إمكانية الدخول إلى المنصات الإلكترونية لأكثر من نصف مليون طالب جامعي، فيما تعكف البرازيل على تحسين الاتصال عبر الإنترنت والمواد التعليمية الرقمية.
وفي جيانا، ينصب اهتمامنا من بين أشياء أخرى على المهارات الأساسية التي يحتاج إليها الطلاب للانتقال إلى المستوى التالي على سلم التعليم، وعلى تدريب المعلمين، وتعديل نظام التقييم على المستوى الوطني حيث يعكس احتياجات الصحة العامة والوقت المفقود.
عموما، يعمل البنك الدولي في 62 بلدا من خلال مشاريع جديدة أعيدت هيكلتها بإجمالي 11.5 مليار دولار تغطي الدورة التعليمية الكاملة من الطفولة المبكرة إلى التعليم العالي. ووصلت هذه الجهود المرتبطة بجائحة كورونا، حتى الآن، إلى أكثر من 400 مليون طالب، و16 مليون معلم.
إن نواتج التعلم تشكل أساسا لبناء رأس المال البشري الذي يعد المحرك الذي يتوقف عليه أي نمو أو إنتاجية في كل بلد. لكن ما تحقق من مكاسب رأس المال البشري بشق الأنفس التي أبرزها تقرير مؤشر رأس المال البشري 2020، يواجه تهديدات.
وهذا هو السبب في أنه خلال الـ 100 يوم الأولى منذ بداية الاستجابة للجائحة توجه ما يقرب من نصف إجمالي ارتباطاتنا بشأن العمليات - البالغ حجمها 16.7 مليار دولار - إلى أولويات رأس المال البشري، كالتعليم والصحة.
ومن شأن زيادة الإعفاء من أعباء الديون بالتزامن مع تعزيز التحصيل الضريبي وتحسين أولويات الإنفاق العام وإدارته، أن يتيح الموارد اللازمة للدول النامية للإنفاق على تعليم مواطنيها وإعادة بناء اقتصادها.
إن الأنظمة التعليمية الأكثر ذكاء وإنصافا وصمودا أمام صدمات، مثل جائحة كورونا، تشكل الركائز التي سيتوقف عليها نجاح الأطفال. هذه أجندة طويلة الأجل، بيد أن جائحة كورونا عجلت بالمستقبل فاستحضرته اليوم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي