Author

عولمة الجهال

|
الظاهرة التي تستحق الرصد، خلال الانتخابات الأمريكية، تحول العالم إلى ما يشبه الملعب الرياضي، حيث يراقب مشجعو كل طرف، ما يحدث، ويتبادلون الهتافات والتصفيق.
كانت أمريكا تنتخب. لكن العالم ظل يراقب المشهد مشدود الأنفاس، ويرصد تفاصيل هذا الحدث، عبر كل الوسائل.
ولا أخفيكم أنني اضطررت في أوقات كثيرة لإغلاق "الواتساب" وكل وسائل التواصل الاجتماعي، لأن عددا كبيرا من أصدقائي تحولوا إلى مراسلين متخصصين برصد الانتخابات الأمريكية، وتحليلها، وتحميلها أكثر مما تحتمل. والأمر نفسه يصدق على محطات التلفزيون.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التقيت أصدقائي الأعزاء، وتركز الحديث كله عن هذه الانتخابات، فوجدت نفسي أتثاءب.
ما حصل في الانتخابات الأمريكية، على أهميته، كان ضخما للغاية، وأعده مضيعة وقت لكثيرين. وقد رأينا على "تويتر" و"فيسبوك" كيف تعولم العرب، فأصبح الترمبيون يهايجمون البايدانيون بطريقة تجعلك تتساءل أحيانا عن جدوى إهدار بسطاء الناس أوقاتهم في مثل هذه المماحكات غير المجدية.
أفهم أن تترقب دوائر القرار في أوروبا والصين والعالم العربي النتائج، وتحاول في ضوء ذلك أن تتماهى مع هذه التغيرات.
لكن هذه التغيرات لا تعني رجلا أو امرأة في هذا المكان أو ذاك، إذ إن علاقتهما بأمريكا لا تتجاوز شراء منتج مثل الآيفون أو وجبة ماكدونالدز. وهذا يصدق على كل بلدان العالم.
والمفارقة الأعجب، أن هذا الاهتمام، ربما تسبقه أولويات أخرى أكثر أهمية بالنسبة إلى المجتمعات المحلية العربية.
أسوأ ما في المشهد، صور بعض المهزومين الذين يعتقدون أن خسارة طرف سيؤدي إلى الإضرار ببعض الدول.
هؤلاء الذين يجلسون على قارعة الطريق، يستمطرون الدعوات علينا، ويعبرون عن السخط على بلادنا وأهلها، ودوما أحلامهم تتبخر فتزداد قلوبهم سوادا ويصيبهم العمى. كثيرون توقعناهم أكثر عقلا. خاب أملنا فيهم.
إنشرها