Author

الدين ضد التطرف

|

هناك ثوابت دينية وإنسانية مشتركة، النأي عن المساس بها صمام أمان. هذه الثوابت، تتعرض على مدار التاريخ للجور. كل الأديان والطوائف تعيش شعور التفوق والتميز. هذه مسألة يتفهمها عقلاء العالم. ولهذا يتم التصدي لأي تطاول عليها من خلال القوانين.
هناك متطرفون يهود، ومسيحيون، ومسلمون، وهؤلاء يتعمدون التطاول على الأديان الأخرى.
ينبغي هنا أن نكون دقيقين، فنحن لا نتحدث عن مقارنة بين الأديان، بل نتحدث عن أهمية عدم استخدام الخطاب الديني لنشر الكراهية، والضابط لهذا الأمر قوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذٰلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلىٰ ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون".
هذه القاعدة الذهبية، كانت ولا تزال تستوعب المتغيرات في مختلف العصور. نحن المسلمين نغضب إذا تطاول إنسان على ديننا أو نبينا - محمد صلى الله عليه وسلم -. وأتباع الأديان السماوية وغير السماوية يغضبون عند التطاول على رموزهم.
ولذلك من المهم احترام الأديان، وترك الخطابات المستفزة. والتحلي بالعقل والحلم والحكمة.
وهذا ما أكده مجلس الوزراء في جلسته الثلاثاء الماضي، وأنا هنا أنقل النص الذي جاء في بيان مجلس الوزراء "... وجدد مجلس الوزراء، رفض المملكة لأي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، واستنكارها للرسوم المسيئة للنبي - محمد صلى الله عليه وسلم - أو أي من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإدانتها ونبذها لكل عمل إرهابي أو ممارسات وأعمال تولد الكراهية والعنف والتطرف، والـتأكيد على أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح والسلام".
هذا التعامل المتزن ينبغي أن يسود الخطاب الإنساني العالمي.
لقد كان التطرف ساحة للمزايدات والمكايدات لأناس ينتمون لمختلف الأديان.
حروب كثيرة في التاريخ، استخدمت المكون الديني لغايات اقتصادية.
والحروب الصليبية مثلا أخذت الدين شعارا والدوافع الحقيقية اقتصادية، وهي في هذا المنحى لا تختلف عن الحملات الاستعمارية في القرن الـ20 وما قبله.

إنشرها