default Author

حماة العالم السبعة

|
ليس هذا عنوان فيلم ولا رواية بوليسية، إنها حقيقة صادمة، وعالم خفي. نتغنى بسهولة الحياة، وأن كل ما يلزمك معرفته تحصل عليه بضغطة زر، لكن، هل تعلم الجنود والعوالم الخفية التي تتحكم بتلك الضغطة التي تفتح لك الأبواب المغلقة، بل وتحميك من القراصنة؟.
هناك جيش من الخبراء والعلماء يتحكمون بما يمكن تسميته ماء الحياة أو إكسيرها، فلم يعد أحد اليوم قادرا على العيش دون إنترنت، حتى وقت جائحة كورونا كل شيء في الحياة توقف، إلا الإنترنت وكأنه الخط الفاصل بين الماضي والحاضر، بين الحياة والموت. كان لنا النافذة التي نتنفس منها حين أغلقت الأبواب وصمتت الشوارع.
على رأس الجيش، يقف سبعة أشخاص حددتهم "إيكان" أو هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 1998، ومقرها ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة. المنظمة مسؤولة عن أمن واستقرار الإنترنت. منحتهم المنظمة مفاتيح معدنية حقيقية وليست افتراضية لصندوق ودائع يحتوي على بطاقات "ماستر كارد"، التي تقوم بتنشيط الجهاز، الذي ينشئ المفتاح الرئيس ويجعل من نظام "دي إن إس" - المولد لعناوين بروتوكولات الإنترنت الـ"آي بي" أو المعرف الرقمي لأي جهاز "حاسوب، هاتف محمول، آلة طابعة وغيرها"، الذي يسمح لمستخدمي شبكة الإنترنت بالوصول إلى المواقع المختلفة ببساطة عن طريق كتابة اسم الموقع بدلا من كتابة رمز رقمي طويل - آمنا ومحميا بحيث يمنع انتشار عناوين الويب المزيفة، التي تمكن المتسللين من سرقة بيانات وبطاقات الائتمان للمستخدمين وأكثر من ذلك.
منذ عام 2010، يجتمع الحماة السبعة كل ثلاثة أشهر في مكان يسمى "الحفل الرئيس"، مرتين على الساحل الشرقي للولايات المتحدة ومرتين في الغرب، و"الحفل الرئيس"، هو الحفل الذي يتم فيه تحديث وتوثيق الأقفال الرئيسة المسؤولة عن الإنترنت". وتقسم مهام الحماية بين هؤلاء السبعة، حتى لا يستطيع أي شخص استغلال سلطته لمصالحه الخاصة أو الاندماج في أنشطة القرصنة.
إضافة إلى الحماة السبعة، هناك سبعة آخرون يحملون مفاتيح مختلفة، وضعوا فقط للكوارث الكبرى كحل أخير وبديل للسبعة الأساسيين، كما أنهم لا يجتمعون في "الحفل الرئيس" المخصص للحماة الأساسيين، حيث يرسل السبعة الاحتياطيين كل عام صورهم ومفاتيحهم للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
لكن ماذا لو فقد أحد المفاتيح، يقول الخبراء، إن النتيجة ستكون كارثية، لذا تعمل "إيكان" على تحديث النظام بحيث يصبح أكثر أمانا وأقل عرضة للهجمات.
إنشرها