Author

العودة لأحضان الطبيعة

|
منحت فترة الحجر الصحي - وما - بعدها الفرصة لكثير من المواطنين لزيارة مصايف بلادهم. وكان هذا العام من أكثر الأعوام كرما على أغلب مناطق المملكة، سواء من ناحية الأجواء الساحرة في المناطق الجبلية أو الأمطار التي هطلت في أغلب المحافظات.
أتى - في الوقت نفسه - منع رحلات الطيران الدولية ليدعم السياحة داخل أراضي الوطن، أمر تجاوز توقعات أشد المتفائلين من العاملين في المجال أو الساكنين في المواقع الجاذبة. هذه المفاجآت وضعت كثيرا من المواقع في حرج أمام السيل الجارف من المصطافين، خصوصا في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) وهما من أفضل شهور العام في مناطقنا الجبلية.
الواقع أن الحالة التي عاشتها البلاد أوضحت الحجم الذي يمكن أن تنافس على استقطابه مواقع الاصطياف، كما أوضحت الحاجة الملحة لتطوير وتحسين البنى السياحية في هذه المناطق. لا يمكن أن تركن هذه المواقع إلى المناخ وطبيعة الأرض لجذب السياح من الداخل، فهناك حاجة لمنافسة شديدة مع المواقع الجاذبة الأخرى التي يتوافر فيها أكثر مما يتوافر لمواقعنا الوطنية.
يأتي في مقدمة المهام الملحة تحسين مستوى الخدمات في مواقع النزهة التي - رغم جمالها - تتطلب لمسات مهمة سواء من ناحية البنى التحتية أو التنظيم التسويقي للخدمات أو الرقابة الذكية لنظافة وخلو المواقع من الفضلات، وهو ما يسيء لأغلب مواقع التنزه، ومن ذلك توفير خدمات جديدة وتنظيم استخدامها ونظافتها بالوسائل المتاحة.
لعل إشكالية الإسكان مستمرة سواء في مجال التسعير أو توافر الغرف، وهذان أمران برسم هيئة السياحة التي لا بد أن تفعل وسيلة الرقابة وتحديد الأسعار بما يتناسب مع المواقع ونوعية الخدمات وحجم الإشغال، وتلكم قضية محلولة في أغلب دول العالم ويمكننا أن نستفيد من تجارب الآخرين ونبني عليها بما يناسب وطننا ووضعنا الاقتصادي.
ثم إن العناية بالغابات المنتشرة في جبال السروات - وهي من أجمل ما يمكن أن يراه الإنسان في أي مكان - تستدعي أن يكون هنا برنامج استراتيجي بين الجهات المختصة وأهمها وزارة البيئة لحماية الغابات واستعادة ما فقدته أغلبها من النباتات الطبيعية التي اختفت لأسباب عديدة من أهمها، الزحف السكاني في تلك المناطق وزيادة نسبة الكربون في الأجواء وغيرها من الأسباب، ولعل انخفاض عدد الأيام الماطرة في أعوام سابقة يعالج من خلال الوسائل التقنية المتوافرة لدي هيئة الأرصاد وغيرها من الجهات ذات الاختصاص.
إنشرها